رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

شقق الإيجار القديم.. جدران تحكي تاريخ عمالقة الفن

بوابة الوفد الإلكترونية

ليست كل الشقق مجرد جدران وأسقف، فهناك بيوت ارتبطت بروح مصر وصوتها وإبداعها، شقق صغيرة وبإيجارات زهيدة احتضنت رموز الفن والثقافة الذين ملؤوا العالم ضحكًا وغناءً وسينما خالدة.

في تلك الغرف البسيطة وُلدت الألحان التي غزت القلوب، وصيغت النصوص المسرحية التي رسمت ملامح المسرح العربي، واجتمع فيها ملوك ورؤساء إلى جوار عباقرة الفن، وبينما يتواصل الجدل حول قانون الإيجار القديم، جاء تصريح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ليؤكد أن هذه المساكن ليست مجرد وحدات عقارية، بل "خط أحمر" يمثل جزءًا من تراث الأمة وذاكرتها الجماعية، وأن الحفاظ عليها واجب وطني وثقافي.

 

كانت شقق صغيرة ذات إيجارات لا تتجاوز بضع جنيهات، لكنها صارت ملاذًا للعمالقة الذين صنعوا أمجاد الفن المصري في السينما والمسرح والغناء، من نوافذها خرج صوت كوكب الشرق، وفي جدرانها عاش العندليب، وعلى طاولاتها خطط يوسف وهبي ونجيب الريحاني لمسرحيات ستظل خالدة عبر الأجيال.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن هذه الشقق التراثية لن تُعامل مثل غيرها من الوحدات السكنية، بل ستبقى محمية باعتبارها جزءًا من الذاكرة الثقافية لمصر، مشددًا على أن الحكومة تنظر إليها كرموز تاريخية وإنسانية لا يمكن المساس بها، وأشار إلى أن مشروع «عاش هنا»، الذي تضع من خلاله وزارة الثقافة لافتات تذكارية على بيوت الفنانين والمثقفين، يعكس التزام الدولة بتخليد رموز الإبداع وربما تحويل بعض هذه المنازل إلى متاحف ومزارات ثقافية.


أم كلثوم.. متحف في قلب الزمالك

في شارع أبو الفدا بالزمالك، سكنت كوكب الشرق في شقة فسيحة تبلغ مساحتها نحو 400 متر، لم يتجاوز إيجارها 20 جنيهًا في أربعينيات القرن الماضي، هذه الشقة التي استقبلت ملوكًا ورؤساء وفنانين، تحولت اليوم إلى متحف يحمل اسم أم كلثوم، شاهدًا على مسيرة الغناء العربي وأمجاد الزمن الجميل.

 

عبد الحليم حافظ.. شقة العجوزة بـ6 جنيهات
العندليب الأسمر عاش في شقة متواضعة بالعجوزة، مساحتها 200 متر تقريبًا، وكان إيجارها الشهري لا يتجاوز 6 جنيهات في الخمسينيات، واحتضنت هذه الشقة بداياته وزخرت بذكرياته لا تزال قائمة حتى الآن، وقد وُضعت عليها لافتة «عاش هنا» تخليدًا لمسيرته الفنية.

 

فاتن حمامة.. أيقونة جاردن سيتي
استقرت سيدة الشاشة العربية في شقة أنيقة بقلب جاردن سيتي، بمساحة 250 مترًا وإيجار شهري 12 جنيهًا، لم تكن مجرد مسكن، بل ملتقى لصناع السينما من مخرجين وكتاب، حيث وُلدت بين جدرانها أفلام صنعت العصر الذهبي للسينما المصرية.

 

يوسف وهبي.. إبداع من عماد الدين
عميد المسرح العربي يوسف وهبي عاش في شقة متوسطة الحجم بشارع عماد الدين، مساحتها 180 مترًا وإيجارها 8 جنيهات، هذه الشقة لم تكن منزلًا عاديًا، بل ورشة عمل خرجت منها أهم عروضه المسرحية التي صنعت نهضة المسرح في الثلاثينيات والأربعينيات.

 

نجيب الريحاني.. من الفجالة إلى قلوب المصريين
في حي الفجالة، استقر نجيب الريحاني في شقة صغيرة مساحتها 150 مترًا، بإيجار 5 جنيهات فقط، من هذه الجدران خرجت شخصية "كشكش بيه" وأعمال كوميدية لا تزال محفورة في وجدان المصريين.

 

بديع خيري.. إبداع من السيدة زينب
شريك الريحاني الفني، بديع خيري، عاش في شقة بحي السيدة زينب بمساحة 120 مترًا وإيجار 3 جنيهات، من هذا المنزل انطلقت نصوصه المسرحية الكوميدية التي شكلت ثنائيًا فنيًا استثنائيًا مع الريحاني.

 

محمود المليجي.. تواضع في شبرا
رغم شهرته الواسعة، ظل الفنان محمود المليجي متمسكًا بشقة في شبرا بمساحة 160 مترًا، بإيجار لم يتجاوز 7 جنيهات. 
هذه الشقة البسيطة كانت تعبيرًا عن تواضعه وابتعاده عن مظاهر البهرجة رغم ألقابه كـ"شرير السينما" و"أستاذ الأدوار المركبة".