رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رصاصة طائشة تنهى حياة مسن فى بولاق الدكرور

بوابة الوفد الإلكترونية

مشاجرة زوجية تحولت إلى ليلة دامية على أهالى المنطقة.

مصرع مسن وإصابة ترزى بعاهة مستديمة أثناء الصلح بين الزوجين

لم يكن مساء ذلك اليوم فى منطقة بولاق الدكرور يومًا عاديًا.. فالأزقة المزدحمة التى اعتادت أصوات الباعة الجائلين، ولهو الأطفال وضحكاتهم، تحولت فجأة إلى ساحة حرب.. فى لحظات عمت حالة من الهدوء والصمت التام على المكان، وسيطر الرعب والخوف على قلوب الأهالى، بعدما انطلقت رصاصات عشوائية فى المكان بسبب مشاجرة أسرية بين زوجين، حيث حملت نهايتها دماء وضحايا وصرخات استغاثة لم تهدأ بعد.

الواقعة بدأت بمشادة كلامية بين رجل وزوجته فى الشارع، وصوت الجدال ارتفع والسباب طال المقدسات، وتحولت المشادة إلى مشاجرة، فحاول أحد الجيران التدخل لإنهاء الموقف لكن الكلمة الطيبة لم تطفئ النار بل كانت شرارة أشعلت غضبًا أكبر.. لحظات وإذ بأحد أطراف المشاجرة يستعين بشقيقه الذى حضر مسرعًا يحمل فى يده سلاحًا ناريًا، وفى لحظة عماه الشيطان فيها، وبقلب لا يعرف الرحمة ولا يعبأ بحياة الأبرياء، أطلق عدة رصاصات طائشة فى الهواء.

مع أول طلقة ارتجف الحى الشعبى المكتظ بالسكان، ومع الرصاصة الثانية والثالثة سقط الضحية الأولى وهو رجل مسن خرج إلى سلم بيته ليتفقد ما يحدث فى المنطقة، فإذ بثلاث رصاصات تخترق صدره وتسقطه قتيلًا فى الحال.

لم يهدأ المتهم، بعد ارتكاب الواقعة، بل قام بإطلاق النار على الضحية الثانية الذى كان يقف على بعد أمتار من وجود المتهم، حيث قام الأخير بإطلاق رصاصة اخترقت عينه، أفقدته بصره ومستقبله، ومستقبل أربعة أطفال أصبحوا يواجهون مصيرًا مجهولًا.

الجميع يقف فى حالة ذهول، حيث تساقط الضحايا واحدًا تلو الآخر وكأنه مشهد سينمائي، فالمجنى عليهما لا علاقة لهما بالخلافات الأسرية كل ذنبهما أنهما حاولا تهدئة الحال بين الزوجين.

جلست زوجة الضحية على الأرض أمام بيتها تحتضن جثة زوجها، والصدمة تسيطر على ملامحها، لم تصدق ماذا حدث، قائلة: «جوزى مالوش علاقة بالخناقة.. كان واقف على السلم فجأة الرصاص اخترق صدره. مات بريئًا وأنا مش عايزه غير حقه. عايزه القصاص».

فيما أكد نجل القتيل، أن المتهم دخل الشارع بنية القتل حيث أطلق ما يقرب من 8 طلقات عشوائية استقرت ثلاثة منها فى صدر والده، فأسقطته قتيلا، قائلًا بأى ذنب قتل والدى، ودمرت حياة أسرة كاملة، مطالبا بالقصاص العادل من المتهم.

وفى ركن آخر جلس عاطف يضع يده على ضماد يغطى عينه المفقودة قائلا: «أنا ترزى أكل عيشى فى عينى فجأة الطلق جالى من 30 مترًا، وأنا واقف بعيد دلوقتى أنا مشرد أنا وعيالى الأربعة حقى لازم يرجع وحق عيالى اللى أتسرق مستقبلهم».

تحولت منطقة بولاق الدكرور التى طالما كانت رمزًا للحياة الشعبية الصاخبة تعيش الآن على وقع الحزن والغضب، فالموت الذى جاء بلا موعد لم يترك وراءه سوى دموع الثكالى ونداءات القصاص والناس هنا على اختلاف أعمارهم لا يطلبون سوى شىء واحد: أن ينتصر القانون وأن يسود العدل، قبل أن يتحول الرصاص إلى لغة الشارع.

البداية عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة، إخطارًا من رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بورود بلاغ من غرفة عمليات شرطة النجدة، بوقوع مشاجرة بين رجل وزوجته بالأسلحة النارية ووجود متوفى ومصاب.

وعلى الفور خرجت قوة أمنية لمكان البلاغ، وبالفحص تبين العثور على جثة رجل مسن مصاب بـ 3 طلقات نارية فى الصدر، فيما أصيب ترزى بطلقة فى العين.

تم نقل الجثمان لمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، فيما تم نقل المصاب لتلقى العلاج اللازم.

وتمكنت قوات الأمن من القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم فى الحادث، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.