صلاح والكرة الذهبية.. كيف آثر الصخب الإعلامي على الجائزة؟

احتل محمد صلاح المركز الرابع في تصويت جائزة الكرة الذهبية لعام 2025، وهو ما أثار الكثير من الجدل والنقاش، على الرغم من تألقه مع ليفربول، حيث قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مسجلًا 34 هدفًا وموفرًا 23 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات، إلا أن صلاح لم يحصل على المركز الأول أو حتى المركز الثالث في التصويت، ليكتفي بالمركز الرابع.
ومع أن العديد من اللاعبين في السنوات الأخيرة حصلوا على الجائزة بناءً على فوزهم بدوري أبطال أوروبا أو التتويج بالثلاثية المحلية، يبقى سؤال "لماذا لم يحصل صلاح على الكرة الذهبية؟" مطروحًا حتى أن إيرلينج هالاند، الذي فاز بالثلاثية وسجل عددًا هائلًا من الأهداف في 2023، لم يفز بالكرة الذهبية.
لماذا جاء صلاح في المركز الرابع؟
حسب موقع "Football 365" الإنجليزي، أنه من المعروف أن الكرة الذهبية تعتمد بشكل كبير على أداء اللاعب في دوري أبطال أوروبا، وهذا ما يفسر تراجع صلاح هذا العام.
رغم أنه قدم موسمًا استثنائيًا مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، إلا أن الخروج المبكر للفريق من دوري الأبطال ربما كان له تأثير على ترتيبه.
حتى بداية موسم 2025 التي شهدت تألق صلاح وتسجيله ثلاث أهداف وثلاث تمريرات حاسمة، لم تكن كافية لدفعه إلى المراكز الأولى، وذلك بسبب الوزن الكبير الذي يعطى للإنجازات الأوروبية.
"الظلم" والصخب الإعلامي
في ظل تراجع صلاح إلى المركز الرابع، استخدم العديد من الإعلاميين والمحللين مصطلحات مثل "التجاهل" و"الظلم"، حتى أن بعض مشجعي ليفربول وزملائه اللاعبين أعربوا عن دعمهم له.
ومع ذلك، لا يمكننا إغفال أن المركز الرابع ليس مركزًا سيئًا، خاصة أن اللاعبين الذين تصدروا القائمة هذا العام، مثل عثمان ديمبلي (الذي فاز بالثلاثية مع باريس سان جيرمان) ولامين يامال، قدموا مواسم استثنائية أيضًا.
لكن الإعلام وخاصة بعض المواقع مثل SPORTbible البريطاني، سعت لتضخيم القصة من خلال الحديث عن "غضب صلاح" من ترتيب زملائه، مما خلق دراما غير ضرورية، الواقع هو أن صلاح قدم موسمًا مذهلًا ولا يمكن تقليل من قيمته بسبب ترتيب جائزة فردية.
إرث محمد صلاح أبعد من الكرة الذهبية
على الرغم من تراجع صلاح في جائزة الكرة الذهبية، يشير الموقع أن إرث "مو" في كرة القدم أكبر بكثير من أي جائزة فردية، تأثيره في ليفربول وفي المدينة بأسرها لا يُقاس فقط بالأهداف والتمريرات، بل بتغيير الصورة النمطية للإسلام والعرب في الرياضة. صلاح ليس فقط لاعبًا مميزًا، بل أصبح رمزًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا في المجتمع الإنجليزي.
وفي النهاية، تبقى جائزة الكرة الذهبية واحدة من الجوائز الفردية التي تمنح للتميز، لكن لا يمكن اختزال عظمة ما يقدمه صلاح في جائزة واحدة، حيث أن تاريخه في كرة القدم وإنجازاته مع ليفربول ستكون دومًا جزءًا من إرثه الذي لا يتأثر بأي ترتيب في تصويت الكرة الذهبية.