رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دعوى قضائية جديدة تهدد خدمة ملخصات الذكاء الاصطناعي من جوجل

جوجل
جوجل

تواجه شركة جوجل تحدياً قضائياً متصاعداً قد يغير مستقبل خدمات البحث بالذكاء الاصطناعي، بعد أن رفعت شركة "بينسك ميديا" دعوى قضائية ضدها تتهمها باستغلال محتوى مواقعها في خدمة "ملخصات الذكاء الاصطناعي" دون الحصول على إذن مسبق. 

وتعد هذه الخطوة بمثابة إنذار حقيقي لعمالقة التكنولوجيا الذين يسعون إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجاتهم على حساب الناشرين ومقدمي المحتوى.

شركة "بينسك ميديا"، المالكة لعدد من أبرز المجلات العالمية مثل "رولينج ستون"، "فاريتي" و"بيلبورد"، أكدت في الدعوى التي أُودعت بالمحكمة الفيدرالية في واشنطن أن خدمة جوجل الجديدة تقلل من عدد الزيارات إلى مواقعها الإلكترونية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أرباحها الإعلانية. 

وتشير الأرقام المقدمة إلى أن ما يقارب 20% من نتائج البحث المتعلقة بمواقع "بينسك" أصبحت تُظهر الآن ملخصات الذكاء الاصطناعي بدلاً من الروابط المباشرة، وهي نسبة مرشحة للارتفاع مع توسع الخدمة.

وبحسب الدعوى، فإن انخفاض الزيارات لم يكن مجرد تفصيل بسيط، بل أدى إلى تراجع إيرادات الشركة من الإعلانات بأكثر من الثلث منذ بداية العام، وهو ما يمثل ضربة قوية لصناعة الإعلام الرقمي التي تعاني أصلاً من منافسة شرسة على جذب القراء والمعلنين.

من جهته، سارع المتحدث باسم جوجل، خوسيه كاستانييدا، إلى الدفاع عن موقف الشركة، مؤكداً أن خدمة "ملخصات الذكاء الاصطناعي" تساهم في إثراء تجربة البحث عبر تقديم مصادر متعددة ومتنوعة للمستخدمين، نافياً أن تكون الخدمة قد صُممت للإضرار بالناشرين. وأضاف أن جوجل ستدافع بقوة عن نفسها ضد هذه الاتهامات.

لكن دعوى "بينسك" لا تأتي بمعزل عن سياق أوسع، حيث سبق وأن رفعت شركة "تشيج" التعليمية في وقت سابق من هذا العام دعوى مشابهة ضد جوجل، اتهمتها فيها بالتسبب في تراجع عدد زوار منصتها وانخفاض أرباحها. 

الفارق أن "بينسك" تُعد أول مؤسسة إعلامية كبرى في الولايات المتحدة تدخل في مواجهة مباشرة مع عملاق البحث بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما قد يمهد لموجة جديدة من القضايا المماثلة.

الأمر لا يقتصر على جوجل وحدها، فشركات أخرى في قطاع الذكاء الاصطناعي تواجه بدورها قضايا مشابهة، فقد رفعت صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2023 دعوى ضد شركة OpenAI متهمة إياها باستخدام مقالاتها الإخبارية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون تصريح. 

وفي تطور حديث، وافقت شركة "Anthropic"، مطورة روبوت الدردشة "Claude"، على دفع 1.5 مليار دولار لتسوية دعوى جماعية تتعلق باستخدام محتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية.

هذه القضايا المتتابعة تكشف عن أزمة متنامية بين الناشرين وشركات التكنولوجيا الكبرى، جوهرها كيفية موازنة الابتكار في الذكاء الاصطناعي مع احترام حقوق الملكية الفكرية، وبينما يرى الناشرون أن شركات التكنولوجيا تجني أرباحاً هائلة على حساب محتواهم، تؤكد جوجل وغيرها أن خدماتها تعزز الوصول إلى المعلومات وتزيد من تنوع المصادر.

وبين الشد والجذب، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي الضغط القضائي إلى تعديل مسار خدمات الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر إنصافاً للناشرين، أم أن شركات التكنولوجيا ستواصل فرض قواعدها الجديدة في عالم البحث الرقمي؟ ما يبدو مؤكداً أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد معارك قانونية واقتصادية كبرى قد تعيد رسم ملامح العلاقة بين الإعلام والتكنولوجيا.