عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

نجوم العالم يدعمون «الدولة» أمام الأمم المتحدة .. فلسطين حرة

بوابة الوفد الإلكترونية

ريتشارد جير: نتنياهو يجب أن يرحل.. أنجلينا جولى: ما يحدث إبادة جماعية 

خافيير بارديم: الكوفية على السجادة الحمراء ترفض الإبادة 

«فرقة الروك» ترفض العزف فى تل أبيب

 

مع مطلع شمس يوم 22 سبتمبر يجتمع العالم من جديد على منصة الأمم المتحدة، تلك البقعة التى اعتُمدت منذ نشأتها ميدانًا للسلام، الحقوق، والقانون الدولى. لكن فى هذا اليوم، يصبح العالم مدعوًا أكثر من أى وقت مضى ليفكر: كيف يمكن للأمم المتحدة أن تُترجِم كلماتها إلى أفعال، وكيف للمجتمع الدولى والإنسانية كلها أن تستيقظ أمام أسوأ الأزمات الإنسانية المعاصرة؟ فلسطين – الأرض التى طالها الصراع، والمنكوبة التى تستدين حقّها من الزمن – تقف اليوم على مفترق طرق: بين الصمت والإنكار، وبين التهيّؤ للعدالة التى لا تقام بالسطور الفارغة، متى يصبح لفلسطين مقعد باجتماعات الأمم المتحدة وسط الدول؟!
الوضع فى فلسطين خطير، ليس من منظور صور الإعلام أو المشاهد الصادمة فحسب، بل من منظور الانتهاك المتكرر للحقوق الإنسانية، الأزمات الإنسانية المتراكمة، النزوح القسرى، الدم والأرض والماء والحياة التى تُسلب من المدنيّين الأبرياء يوميًا. ما يحدث ليس مجرد معركة سياسية أو نزاع حدودى، بل هو اختبار عالمى لقيم العدالة، السلام، وكرامة الإنسان – وامتحان للمجتمع الدولى إن كان سيقف مكتوف الأيدى أم سيُمارس ما يقول من التزامات.


فى هذا السياق، لا يُستهان بالقوة الناعمة التى ينادى بها صوت الفنان أو الإنسان المشهور، الذى اختار ألاّ يكون متفرجًا. النجوم والمشاهير الذين تحدثوا، شاركوا، أو حتى وقَفوا فى الميادين، أصبحوا جزءًا من شبكة ضغط أخلاقى، من جسر يمتد بين المعاناة والمحبة، بين الوعى الشعبى والتحرك الدولى. فهم لا يُغيّرون الواقع وحدهم، لكنهم يُذكّرون العالم أن للصمت ثمنًا، وأن للكلمة قوة – خاصة عندما تأتى من أولئك الذين قادرون على إيصالها إلى ملايين الأتباع، لجأ عدد كبير من المشاهير حول العالم إلى منصات التواصل الاجتماعى للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطينى، مستخدمين الصور والرموز البصرية القوية كوسيلة للتأثير والتوعية ومن بينهم الممثل الإيطالى ميشيل ريوندينو، وكذلك انضم عدد كبير من نجوم العالم إلى حملة منظمة Together for Palestine المطالبة بوقف العنف والقتل الذى يحدث فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، بمشاركة بيلى إيليش Billie Eilish وفينياس Finneas.، وعبر حسابات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى، نُشر فيديو شارك فيه العديد من النجوم للدعوة إلى حفل Brian Eno Together for Palestine الخيرى فى OVO Arena Wembley لدعم الضغط الدولى على القادة السياسيين حول العالم من أجل التدخل لصالح القضية الفلسطينية.
وشارك فى الفيديو عدد من المشاهير أبرزهم كيليان ميرفى Cillian Murphy وخافيير بارديم Javier Bardem وبراين كوكس Brian Cox وجواكين فينيكس Joaquin Phoenix.
وعلى جانب آخر، قاد براين إينو Brian Eno حملة لجمع التبرعات من أجل غزة ضمن فعاليات منظمة Brian Eno، والتى شارك فيها باستيلى Bastille، ديمون ألبارن Damon Albarn، جيمس بلاك James Black، بالوما فيث Paloma Faith، راشيل شينورى Rachel Chinouriri.


ريتشارد جير وانجلينا جولى: مأساة انسانية ونحتاج السلام


ريتشارد جير من النجوم الذين يدعمون القضية الفلسطينية، خاصة بعد 7 اكتوبر واصبحت صفحته عبر منصة اكس داعمه دائما للقضية واحتفى بقصيدة محمود درويش الشاعر الفلسطينى الشهير «فكّر بغيرك»، مشيراً فى نفس الوقت إلى أنّه قابل مؤلفها محمود درويش قبل سنوات طويلة، وهو ما خلق ردود فعل إيجابية للغاية حول ريتشارد جير ممن وصفوه بـ«البطل الحقوقى والممثل والفنان المطالب بوقف إطلاق النار (فى غزة)»، أما الممثل ريتشارد جير فأثار بعض الاستهجان عندما ذكر اسم ترامب واصفًا إياه بأنه «الشخص الوحيد» القادر على إنهاء معاناة الفلسطينيين، قائلاً: «نتنياهو بحاجة إلى الولايات المتحدة، إلى ترامب بشدة. إذا أراد ترامب جائزة نوبل للسلام، فهذه هى فرصته».
ولم تكن أنجلينا جولى مجرد نجمة سينمائية، بل صوت إنساني يحمل هموم اللاجئين والمظلومين. حين تحدثت عن فلسطين، لم تكتفِ بالبيانات، بل استحضرت خبرتها الطويلة كمبعوثة للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. كلماتها عن معاناة المدنيين فى غزة حملت صدقًا مضاعفًا، لأنها جاءت من شخصية خبرت الألم على الأرض. جولى ربطت بين فلسطين وأزمات أخرى عايشتها فى سوريا وأفغانستان، لتقول إن المعاناة واحدة، والحق لا يتجزأ. كان موقفها بمثابة مرآة تعكس الحقيقة بعيدًا عن ضباب السياسة.
فى لحظة غير مسبوقة، ظهر الممثل الإسبانى خافيير بارديم على السجادة الحمراء بحفل الـEmmy مرتديًا الكوفية الفلسطينية. لم يكن ذلك مجرد إكسسوار، بل إعلان تحدٍ ورسالة قوية. بارديم لم يكتف بالرمزية، بل سمّى الأشياء بأسمائها، واصفًا ما يحدث فى غزة بأنه «إبادة جماعية». تصريحه أحدث ضجة واسعة، وعرّضه لانتقادات وضغوط، لكنه أصر على أن الصمت جريمة. لقد أثبت أن الفنان حين ينطق بالحقيقة، يمكن أن يزلزل وجدان العالم.
استخدمت العارضتان بيلا وجيجى حديد شهرتهما فى عالم الأزياء ليكونا صوتًا مسموعًا لفلسطين. لم تكتفيا بالمنشورات على وسائل التواصل، بل نزلتا إلى الشارع، شاركتا فى المظاهرات، ورفعتا الأعلام أمام عدسات العالم. موقفهما كان تحديًا مباشرًا لصورة النجوم المحايدين، إذ اختارتا المخاطرة بشعبيتهما ومكانتهما فى مجتمع غربى شديد الحساسية تجاه هذه القضية. وقد نشرت بيلا حديد أكثر من مرة قصصًا شخصية عن تاريخ عائلتها الفلسطينية، ما جعل رسالتها أكثر قربًا من القلوب. لقد جسّدتا معنى أن الشهرة مسئولية، لا مجرد مجد شخصى.


من هوليود لبريطانيا: فلسطين قضية انسانية 


من هوليوود إلى بريطانيا، وقع فنانون كبار مثل مارك روفالو وأوليفيا كولمان على تعهّد ضمن حركة «Film Workers for Palestine»، تعهدوا فيه بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتهمة بالتواطؤ فى الانتهاكات. هذا الموقف أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الفنية، لكنه أكد أن الفن ليس محايدًا، وأن التضامن قد يتحول إلى فعل عملى مؤثر. روفالو، المعروف بنشاطه السياسى والبيئى، أصر على أن فلسطين هى قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية، وأن الظلم إذا استمر فى مكان واحد، فلن يسلم منه أحد.
منذ سنوات، عُرف الموسيقى البريطانى روجر ووترز بمواقفه الصريحة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلى. على المسارح العالمية، لم يتردد فى رفع صوته دفاعًا عن فلسطين، مستخدمًا موسيقاه كأداة مقاومة. ورغم الهجمات التى تعرض لها، أصر على أن الفنان لا يمكن أن يشيح بوجهه عن الظلم، وأن الثقافة هى جبهة أخرى للنضال. حفلاته فى أوروبا وأمريكا كانت دائمًا مساحة للتذكير بأن الموسيقى يمكن أن تكون صوت المقهورين.
سوزان ساراندون، جون كوزاك، ولينا هيدى: انتهاك صارخ لحقوق الانسان
لم تكن هذه الأصوات وحدها، فممثلة بحجم سوزان ساراندون أعلنت مرارًا تضامنها مع فلسطين، مؤكدة أن ما يحدث هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. أما جون كوزاك، فقد استخدم منصاته لفضح الانتهاكات، ونشر صورًا وتقارير عن الوضع فى غزة، ليجعل متابعيه على وعى دائم بالقضية. كذلك، انضمت لينا هيدى، نجمة «Game of Thrones»، إلى الحملات الداعية لوقف العنف، مؤكدة أن ما يحدث لا يمكن أن يُبرر تحت أى ذريعة.
المغنية دوا ليبا، ذات الشعبية الواسعة بين الشباب، لم تتردد فى وصف ما يحدث للفلسطينيين بأنه «تطهير عرقى». كلماتها الجريئة على وسائل التواصل الاجتماعى أثارت ضجة كبيرة، لكنها كسرت حاجز الخوف الذى يمنع الكثيرين من التعبير. وجودها كرمز لجيل جديد منح القضية الفلسطينية حضورًا قويًا بين الفئات الشابة فى الغرب.
وارتدت النجمة العالمية كيت بلانشيت فستانا بألوان العلم الفلسطينى فى اكثر من مناسبة رفضا لما يحدث على الاراضى الفلسطينية.
أما الممثلة المرشحة للأوسكار فلورنس بيو أكدت أن الصمت فى مواجهة هذا القدر من المعاناة ليس حيادًا بل تواطؤ، قائلة: «التعاطف يجب ألا يكون بهذا الصعوبة، ولم يكن ينبغى أن يكون كذلك أبدًا».
الممثلة الفرنسية باسكال كان سارت على نفس النهج وارتدت فى فعاليات مهرجان كان السينمائى قميصاً مكتوباً عليه «فلسطين» باللغة العربية، وكان حرف النون على شكل قلب، وأيضا ظهرت الفنانة الهندية كانى كوسروتى خلال فعاليات المهرجان بحقيبة على شكل البطيخة، التى أصبحت رمزاً للقضية الفلسطينية فى الفترة الأخيرة لتضمنها ألوان علم فلسطين نفسها.
روجر ووترز، عازف القيثارة وكاتب الأغانى فى فرقة الروك الأسطورية بينك فلويد من ضمن المشاهير الذين دعموا القضية الفلسطينية، حيث يشجع بقوة المشاهير على الامتناع عن تقديم عروضهم فى إسرائيل، كما قاد حركة فنانين يرفضون العزف فى إسرائيل حتى انتهاء الصراع.
مواقف هؤلاء النجوم أحدثت صدى عالميًا، فقد أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة النقاش العام فى مجتمعات غربية اعتادت تجاهلها أو تبريرها. لقد أثبتوا أن كلمة فنان قد تصل إلى حيث لا تصل بيانات الأمم المتحدة. ومن خلال مشاركاتهم فى المهرجانات العالمية، من «كان» إلى «البافتا»، ومن حفلات الموسيقى إلى المظاهرات الشعبية، تحولت فلسطين إلى قضية ثقافية بقدر ما هى سياسية.


واستخدم عدد من النجوم هذا المنبر العالمى للتعبير عن دعمهم لوقف إطلاق النار فى غزة، عبر كلمات مباشرة أو رموز بصرية مثل الدبابيس والكوفية الفلسطينية فى جائزة الايمى 2025. 
وعلى جانب آخر النجوم المصريون والعرب حولوا صفحاتهم إلى دعم غزة بكافة مستوياتهم، واعلن نقيب الممثلين المصريين اشرف زكى برفقة عدد كبير من نجوم الفن المصرى والعربى إلى حدود رفح لايصال المساعدات ومحاولات اعلان تضامنهم مع غزة بكافة الاشكال سواء المساعدات أو الدعم وايصال رسالة أهالى غزة إلى العالم.
ومع ذلك، لم يكن الطريق سهلًا، فقد واجه هؤلاء الفنانون حملات تشويه منظمة، وتهديدات بفقدان عقود، وانتقادات لاذعة من وسائل الإعلام. بعضهم اتُهم بمعاداة السامية ظلمًا، فى محاولة لإسكات أصواتهم. لكن صمودهم فى مواجهة هذه الضغوط عزز رسالتهم، وأكسبها مصداقية أكبر. لقد أظهروا أن التضامن مع فلسطين ليس موقفًا عابرًا، بل التزام أخلاقي طويل الأمد.
إن اجتماع الأمم المتحدة فى 22 سبتمبر ليس مجرد حدث سياسى، بل لحظة اختبار لضمير الإنسانية. وما يفعله الفنانون العالميون حين يقفون إلى جانب فلسطين هو تذكير بأن العدالة لا تُهدى، بل تُنتزع. لقد جعلوا من الفن سلاحًا ناعمًا يفضح القبح ويُعلى صوت الضحية. وبينما يظل مصير فلسطين معلقًا بقرارات سياسية معقدة، يبقى صوت الفنانين شعلة أمل، تؤكد أن الحق لا يموت ما دام هناك من يجرؤ على النطق به. هكذا يصبح الفن مقاومة، وتتحول الشهرة إلى مسئولية، ويثبت النجوم أن دورهم لا ينحصر فى الإبهار على الشاشات، بل يمتد ليكون موقفًا إنسانيًا يُسجل فى ذاكرة التاريخ.