كنوز الوطن
حين تُحاصر الأوطان بالشائعات، وتُستهدف العقول بالتشكيك، وتُخترق الجبهات الداخلية بالحروب النفسية، يصبح الاصطفاف الوطنى فريضة وضرورة.. لا رفاهية ولا خيارًا آخر.
نحن لا نتحدث عن لحظة عابرة، بل عن مرحلة فاصلة فى عمر الدولة المصرية، تتطلب من كل وطنى مخلص أن يُدرك أن ما تحقق من إنجازات على الأرض لم يكن صدفة، ولم يأتِ بسهولة، وإنما هو ثمرة إرادة سياسية حقيقية، وقيادة لا تعرف المستحيل، وشعب بات يملك من الوعى ما يكفى ليُميّز بين من يبنى ومن يهدم.
لقد وضعت القيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حجر الأساس لمشروع وطنى شامل، عنوانه «الجمهورية الجديدة»، قائم على ترسيخ دولة القانون، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوسيع قاعدة التنمية لتشمل كافة ربوع الوطن. هذه الرؤية لا يمكن أن تتحقق دون التقاء الإرادة الرسمية بالشعبية، ودون أن يكون الاصطفاف الوطنى هو العنوان الجامع لكل المصريين.
إننا بحاجة اليوم إلى تجاوز ثقافة الصمت أو الحياد، وأن نتحمل مسئوليتنا كمواطنين، كلٌ من موقعه، فى حماية مقدرات هذا الوطن، والوقوف فى وجه حملات التشويه والتضليل، التى تستهدف تقويض الثقة بين الشعب ومؤسساته.
لا بد أن نُدرك أن أخطر ما تواجهه الدول اليوم هو «اللاوعى الجمعى»، وهو ما يستوجب من الإعلام الوطنى، والنخبة المثقفة، ورجال الدين، ومؤسسات المجتمع المدنى أن يكونوا فى قلب المعركة، لا على هامشها، فالكلمة موقف، والمعلومة أمانة، والسكوت أحيانًا خيانة للحقيقة.
أن تقف مع وطنك عندما تشتد المحن، لا أن تغادر السفينة عند أول اختبار، هو أن تعى أن الدولة القوية لا تُبنى إلا بتكامل الجهود، وتكاتف السواعد، وتوافق الرؤى.
ولعل التاريخ لن يرحم المتخاذلين، ولن ينسى من دعموا وطنهم فى لحظات كان فيها القرار يحتاج إلى شجاعة، والموقف إلى ثبات، والرؤية إلى عمق إيمان بقدسية تراب هذا الوطن.
إن الاصطفاف الوطنى لا يُطلب فقط عند الأزمات، بل يُبنى على مدار اللحظة، ويتجدد مع كل مشروع قومى، وكل قرار مصيرى، وكل إنجاز يغير وجه الحياة على هذه الأرض الطيبة.
ولن يكون ذلك إلا بإعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الضيقة، والالتفاف حول القيادة السياسية التى أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها لا تعمل إلا من أجل هذا الشعب العظيم.
ختامًا...
إننا أمام فرصة تاريخية لنعبر من التحديات إلى آفاق التنمية، ومن الضغوط إلى تحقيق الاستقرار، فليكن شعارنا: «صفًا واحدًا.. قلبًا واحدًا.. وطنًا واحدًا».
ولنعِ جميعًا أن الاصطفاف ليس شعارًا مؤقتًا، بل عقيدة راسخة تُترجمها الأفعال لا الأقوال، فى كل ميدان من ميادين الوطن.