إريكسون تدعو لتبني إستراتيجية طيف مثالية لتحقيق أقوى تغطية 5G في مصر

أكد كيفن مورفي، رئيس إريكسون شمال الشرق الأوسط وأفريقيا، أن علاقة الشركة مع مصر تمتد لأكثر من 127 عامًا، بدأت عام 1897 حين ساهمت إريكسون في إنشاء أول مقسم هاتفي بالإسكندرية، لتؤسس شراكة طويلة الأمد قائمة على الابتكار وتطوير البنية التحتية للاتصالات.

وأضاف مورفي أن الشركة كانت دائمًا شريكًا رئيسيًا في تحديث الشبكات وتوسيع نطاق الاتصال، لتصل تكنولوجيا الهاتف المحمول إلى ملايين المصريين. واليوم، ومع تسارع خطى التحول الرقمي في البلاد، تؤكد إريكسون التزامها بدعم مصر في تبني الجيل التالي من الاتصالات عبر شبكات الجيل الخامس المستقلة.

وأوضح مورفي أن تقنية الجيل الخامس المستقلة لا تعني فقط سرعات إنترنت أعلى على الهواتف الذكية، بل هي أداة تمكين حقيقية للاقتصاد الوطني، حيث تتيح أتمتة خطوط الإنتاج في المصانع، وتعزيز الصيانة التنبؤية، وتمكين تشغيل الروبوتات في قطاع التصنيع. كما تمتد فوائدها إلى الخدمات اللوجستية والموانئ – خاصة قناة السويس – عبر أنظمة التتبع الفوري وإدارة حركة المرور بالذكاء الاصطناعي. وفي قطاع الطاقة، تساعد الشبكات الذكية على دمج المصادر المتجددة بكفاءة، بينما تدعم الزراعة عبر أجهزة الاستشعار وأنظمة الري الذكية التي تقلل الهدر وتزيد الإنتاجية.

وأشار إلى أن مصر باتت قريبة من إطلاق خدمات الجيل الخامس بشكل أولي، وهو ما يعزز قدرة مشغلي الاتصالات على تلبية توقعات المستخدمين. كما أن الانتقال من الشبكات غير المستقلة إلى الشبكات المستقلة بالكامل سيسمح بتقديم حلول مصممة خصيصًا للشركات، بما يتجاوز مجرد سرعة الإنترنت إلى باقات اتصال متميزة.

وكشف تقرير حديث لإريكسون أن مستخدمي الجيل الخامس حول العالم أظهروا زيادة بنسبة 50% في استخدام تطبيقات الواقع المعزز خلال العامين الماضيين، ويقضون وقتًا أطول في مشاهدة الفيديو بجودة أعلى مقارنة بالجيل الرابع. كما أبدى 11% من المستخدمين استعدادهم لدفع رسوم إضافية مقابل تجربة اتصال متميزة.

ورغم هذا الزخم، أوضح مورفي أن رضا العملاء يختلف من سوق إلى آخر، فبينما تقود دول مثل كوريا الجنوبية واليابان السباق في سرعات الجيل الخامس، ما زالت توقعات المستهلكين مرتفعة، وهو ما يتطلب من مزودي الخدمة في مصر اعتماد إستراتيجية مثالية للطيف الترددي تضمن تغطية شاملة وجودة عالية، على غرار ما يحدث في الإمارات وقطر.

وأضاف أن التحول الرقمي في مصر لن يقتصر على المدن الكبرى، بل سيمتد إلى المناطق الريفية عبر الاعتماد على تقنيات مثل الوصول اللاسلكي الثابت، الذي سيساعد في سد الفجوة الرقمية. كما أن شبكات الجيل الخامس الحديثة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، ما يدعم جهود مصر في تحقيق التنمية المستدامة وخفض الانبعاثات.

واعتبر مورفي أن الاستثمار في الجيل الخامس سيعزز ريادة الأعمال والابتكار في مصر، خاصة مع وجود قاعدة سكانية شابة وطموحة. وأكد أن التقنية الجديدة ستفتح الباب أمام تطبيقات متطورة في التكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية عبر الطب عن بُعد، والتعليم الرقمي التفاعلي، وهو ما سيدفع الاقتصاد الرقمي المصري إلى آفاق أوسع.

وختم مورفي بالتأكيد على أن إريكسون ملتزمة بدعم مصر في هذه الرحلة، من خلال شراكات مع الجامعات ومراكز الأبحاث لبناء المهارات الرقمية، بما يضمن استفادة جميع فئات المجتمع من ثمار التحول الرقمي القادم.