الأمم المتحدة: إسرائيل استبعدت وحظرت "الأونروا" بدلاً من أن تتعاون لتوفير الخدمات الأساسية

ذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه قد مضت 18 شهرًا منذ أن قضت محكمة العدل الدولية بوجوب اتخاذ إسرائيل جميع التدابير المتاحة لها لمنع ارتكاب إبادة جماعية، بما في ذلك التعاون الكامل مع الأمم المتحدة، لضمان توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق.
وأوضح المكتب - في بيان له اليوم الأربعاء - أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة خلصت في تقريرها الصادر بالأمس إلى أن "بدلًا من التعاون مع الأمم المتحدة.. ردّت إسرائيل بحظر واستبعاد الوكالة الأممية الرئيسية التي تقدّم المساعدة والإغاثة الإنسانية، وهي الأونروا".
إسرائيل تفتح طريقا جديدا لمغادرة مدينة غزة مع توغل الدبابات
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء، فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة، فيما يكثف جهوده لإخلاء المدينة من المدنيين ومواجهة مقاتلي حركة حماس.
ويلوذ مئات الألوف من السكان بالمدينة، ويحجم كثيرون عن الانصياع لأوامر إسرائيل بالتحرك جنوبا بسبب المخاطر على امتداد الطريق، والظروف الصعبة، ونقص الغذاء في المنطقة الجنوبية والخوف من النزوح الدائم.
ونقلت رويترز عن مدرس يدعى أحمد قوله في اتصال هاتفي "حتى لو بدنا (أردنا) ننزح من غزة، هل في أي ضمانة انه راح نقدر نرجع لها تاني؟ هل ممكن الحرب تنتهي؟ مشان هيك أنا بفضل أموت هنا في الصبرة الحي تبعي".
وقالت السلطات الصحية المحلية إن 30 شخصا على الأقل قتلوا، يوم الأربعاء، بأنحاء القطاع في أحدث غارات إسرائيلية، منهم 19 في مدينة غزة.
توغل الدبابات
بعد يوم من إعلان إسرائيل بدء هجوم بري للسيطرة على المركز الحضري الرئيسي في غزة، تقدمت الدبابات لمسافات قصيرة باتجاه المناطق الوسطى والغربية للمدينة من ثلاثة اتجاهات، لكن لم ترد أنباء عن تقدم كبير.
وقال مسؤول إسرائيلي إن العمليات العسكرية تركز على دفع المدنيين للتوجه جنوبا، وإن من المتوقع أن تدور معارك ضارية خلال لشهر أو الشهرين المقبلين.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تتوقع بقاء نحو 100 ألف مدني في المدينة وأن تستغرق السيطرة عليها شهورا مع احتمال تعليق العملية إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
وتبدو احتمالات وقف إطلاق النار بعيدة بعد هجوم إسرائيل في الآونة الأخيرة على القيادات السياسية لحماس في الدوحة، مما أثار غضب قطر، الوسيط المشارك في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي تحد للانتقادات العالمية للهجوم، بما في ذلك توبيخ الولايات المتحدة الحليف القوي لإسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستهدف قيادات حماس أينما كانوا.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته للدوحة، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار يمكن أن يتحقق خلال "فترة زمنية قصيرة جدا".
منشورات
قال الجيش الإسرائيلي في منشورات أسقطها جوا على مدينة غزة إن بمقدور الفلسطينيين سلوك شارع صلاح الدين بعد إعادة فتحه للخروج صوب الجنوب.
وجاء في المنشور "إعلان هام إلى سكان مدينة غزة وأحيائها، يعلن جيش الدفاع أنه ومن أجل تسهيل الانتقال جنوبا يتم فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين سيتاح لكم الانتقال عبر شارع صلاح الدين وثم مواصلة التحرك جنوبا من وادي غزة".
وأضاف المنشور "في هذه المرحلة، سيتاح الانتقال عبر هذا المسار لمدة 48 ساعة، ابتداء من اليوم (الأربعاء 17 سبتمبر)... في تمام الساعة 12:00 وحتى يوم الجمعة (19 سبتمبر 2025) الساعة 12:00".
وجاء في المنشور "يجب الانتقال فقط عبر الشوارع المحددة باللون الأصفر على الخريطة كمسار للانتقال جنوبا. التزموا تعليمات قوات الأمن وإشارات المرور". لكن الوضع ظل فوضويا وخطيرا على المدنيين الذين حاولوا الفرار في الأيام القليلة الماضية سيرا على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير أو في مركبات.
وتعرضت أغلب المناطق في مدينة غزة للدمار في بداية الحرب في 2023، لكن نحو مليون فلسطيني عادوا إلى هناك لمنازلهم المدمرة وسط الأنقاض. وسيعني إجبارهم على الخروج حصر أغلب سكان القطاع المكتظ في مخيمات في الجنوب تتكشف فيها أزمة جوع طاحنة.