رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

عصف ذهني


كنا نتمنى أن يخرج البيان الختامى لقمة الدوحة التى أنهت أعمالها بالأمس فى قطر، حاملًا رسائل شديدة اللهجة لدولة الاحتلال، ومعها شريكة الدم امريكا، التى ضربت بكافة القوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط، وسمحت لحليفتها إسرائيل بضرب وفد الوساطة الفلسطينى فى قطر، التى تعد حليفها الاستراتيجى فى منطقة الخليج، حدث ذلك على بعد خطوات من قاعدة (العديد) الأمريكية، التى لم توقف الغارات الإسرائيلية على قطر مثلما أوقفتها من قبل عندما أرادت أن تضرب طهران.
لذلك ضاع على قمة الدوحة أنها عقدت فى توقيت حساس وسريع أكسبها أهمية خاصة، بعد ضرب قطر وحشد الرأى العام العربى والإسلامى، وكذلك الدولى، فى مسار واحد لإدانة دولة الاحتلال بأغلبية الحاضرين، فكان متوقعًا لوجودهم العددى تأثير كبير فى البيان الذى خرج عقب حضورهم!
كما ضاع على القمة أيضًا انها لم تستخدم كل أوراق الضغط التى بين أيديها أو بعضها، وأولها القرار الإيجابى للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذى أكد بشكل واضح على ضرورة (حل الدولتين) باغلبية عددية تجاوزت 142 دولة من أعضائها.
كما ضاع أيضًا على قمة العرب البناء على هذا القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتأكيد على حق فلسطين فى حدود يونيو 1967, وتشكيل لجنة من بين الحضور لتطبيقه، باعتباره صادرًا عن منظمة أممية تحفظ السلم والأمن الدوليين.
كان ينبغى على قمة قطر، أن تلوح ولو على استحياء بتجميد بعض الاتفاقيات بين الدول العربية وإسرائيل، مثل الاتفاقيات الاقتصادية، أو تخفيض حجم التبادل التجارى المشترك، أو حتى مراجعة التطبيع فى العلاقات، وآخرها (التطبيع الإبراهيمى)، فى محاولة لوقف طغيان دولة الاحتلال وحليفتها أمريكا كما فعلت أوروبا مع أوكرانيا.
كان ينبغى ذلك على الأقل، ولم نقل كان يجب الإصرار على تخفيض التمثيل الدبلوماسى مع إسرائيل التى أصبحت شبة معزولة دوليًا لتصرفاتها الوحشية المدانة من الداخل الإسرائيلى!!
ولم يذهب طموحنا إلى الإعلان عن تشكيل نواة لقوة عربية مشتركة، أو حرب دبلوماسية واحدة، ترفع لواء المقاطعة مع دولة الاحتلال بتخفيض التمثيل الدبلوماسى، أو التلويح بسحب السفراء، حتى ترجع إسرائيل عن غيها، ولكن فيما يبدو ما اشبه الليلة بالبارحة، بالأمس كانت قمة بغداد التى عقدت بعد حرب اكتوبر 2023 ولم تفض إلى شىء ملموس، واليوم لا تأتى قمة الدوحة بجديد، سوى كلمات الشجب والإدانة التى ملت الآذان سماعها!
لذلك ليس غريبا أن نقول إن هذه القمة هى قمة الفرص الضائعة، لأنها كانت فرصة العرب الأخيرة لنصرة غزة وتحجيم إسرائيل التى أصبحت كيانًا فوق القانون!!