ماذا بعد؟!
أمام عشاق القلعة الحمراء، تتجه الأنظار نحو ملف بالغ الأهمية يمس مستقبل نادى الأهلى، وهو ملف انتخابات مجلس الإدارة ليست مجرد عملية تصويت لأسماء جديدة، بل هى محطة مفصلية تحدد مسار النادى لسنوات قادمة، وتلقى بظلالها على كافة الأصعدة: الإدارية، والفنية، والاجتماعية.
تعتبر انتخابات الأهلى حدثًا فريدًا من نوعه فى الرياضة المصرية، فهى لا تقتصر على المنافسة التقليدية بين المرشحين، بل تتحول إلى حوار مفتوح بين الأعضاء حول رؤى ومشاريع مختلفة، حيث يتطلع أعضاء الجمعية العمومية إلى اختيار قيادة قادرة على الحفاظ على مكتسبات النادى، وتطويرها بما يتلاءم مع التحديات الراهنة.
عادة ما تشهد معركة الرئاسة تنافسًا محمومًا بين شخصيات بارزة، فى السنوات الأخيرة، كان محمود الخطيب، «بيبو»، أيقونة النادى، على رأس المشهد، حيث حظى بثقة الأعضاء لقيادة المجلس، لكن مع اقتراب موعد الانتخابات، يثار التساؤل دائمًا: هل ستظهر أسماء جديدة قادرة على المنافسة؟ وما هى الأجندة التى ستقدمها؟
الأسماء المطروحة حتى الآن بداية من الوزير الأسبق للرياضة طاهر أبوزيد ورجل الأعمال ياسين منصور وكذا محمود طاهر تجعل المنافسة القادمة تشتد على منصب الرئيس، لكن السؤال الذى يتردد الآن: هل بيبو لم يكن ضمن المرشحين فى الانتخابات القادمة وفقًا لبيانة الصحفى الذى نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى أم ستكون جماهير الأهلى هى الفاصلة بإجباره استكمال مسيرته الإدارية والترشح فى الانتخابات القادمة، لا يقتصر الأمر على كرسى الرئاسة فقط، بل يمتد إلى باقى المناصب من نائب الرئيس إلى أمين الصندوق، وأعضاء المجلس. كل منصب يحمل ثقلًا ومسئولية كبيرة فى إدارة هذا الكيان العملاق، وتعتمد قوائم المرشحين على توازن الخبرات بين الإداريين ورجال الأعمال والشباب، لضمان تشكيل مجلس متكامل يخدم أهداف النادى.
لكن سيواجه المجلس الجديد أيًا كان من هم جملة من التحديات الملحة التى تحتاج إلى حلول جذرية، على الصعيد الرياضى، يبرز ملف قطاع كرة القدم كأولوية قصوى، حيث يتطلب الحفاظ على الهيمنة المحلية، والمنافسة بقوة على الألقاب القارية، هذا يشمل تطوير أكاديميات الناشئين، وتعزيز الفريق الأول باللاعبين الأكفاء، وتوفير كافة الإمكانيات للجهاز الفنى.
إداريًا، تبرز الحاجة إلى مواصلة تطوير البنية التحتية، سواء فى المقر الرئيسى بالجزيرة أو فى فروع النادى الأخرى، كما أن ملف الاستثمار والبحث عن مصادر دخل جديدة أمر حيوى، لضمان الاستدامة المالية للنادى، وقدرته على تلبية المتطلبات المتزايدة.
اجتماعيًا، يمثل ملف خدمة الأعضاء وتطوير المنشآت الرياضية والاجتماعية فى فروع النادى تحديًا مستمرًا، لضمان تلبية احتياجات جميع فئات الأعضاء وتوفير بيئة مناسبة لممارسة الأنشطة المختلفة.
تبقى الكلمة الفصل فى يد أعضاء الجمعية العمومية، الذين سيصوتون على مستقبل ناديهم، إنهم يدركون أن اختيارهم لا يتعلق بالأسماء بقدر ما يتعلق بالبرامج والرؤى التى تقدمها تلك الأسماء، فكل عضو يطمح لأن يرى ناديه فى المقدمة، وأن يستمر فى تحقيق الإنجازات وتقديم نموذج يحتذى به فى الإدارة الرياضية.
تترقب الجماهير وعشاق نادى الأهلى هذه الانتخابات بشغف، كونها تحدد ملامح المرحلة القادمة. فبقدر ما يحمل هذا الحدث من تنافس، يحمل أيضًا أملًا فى قيادة حكيمة تقود سفينة الأهلى نحو المزيد من النجاح والازدهار.
وتبقى نماذج القلعة الحمراء تحلق فى سماء انجازات الرياضة المصرية.