دراسة تحذر: تجنب هذه العادات لتفادي قلة النوم ليلا والتعب المزمن نهارا

النوم العميق .. دعت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا المواطنين إلى إعادة النظر في عاداتهم اليومية المتعلقة بالنوم، محذرة من أن الأرق المزمن والتعب أثناء النهار لا ينشأن فقط عن ضغوط العمل أو نمط الحياة السريع، بل يعودان غالبًا إلى ممارسات بسيطة داخل غرفة النوم، يمكن تعديلها بسهولة للحصول على نوم أفضل وحياة أكثر صحة.

يؤكد الخبراء أن الاستيقاظ في منتصف اليوم بشعور بالخمول أو الحاجة المستمرة للقيلولة، يعود في الغالب إلى الحرمان من النوم الجيد ليلاً، مشيرين إلى أن البالغين يحتاجون ما بين سبع إلى تسع ساعات من النوم المتواصل والمريح للحفاظ على وظائفهم البدنية والعقلية.

غرفة النوم ليست صالة ترفيه

من بين أبرز الأسباب التي تؤثر سلبًا على جودة النوم، بحسب NHS، هو استخدام غرفة النوم لممارسة أنشطة غير مرتبطة بالنوم مثل مشاهدة التلفزيون أو تصفح الهاتف. فهذه العادات، بحسب الهيئة، "تحفّز الدماغ وتخرجه من نمط الاستعداد للنوم"، مما يعوق الاستغراق في النوم العميق ويزيد من احتمالية الأرق.

وتنصح الهيئة بإزالة التلفاز من غرفة النوم تمامًا، مؤكدة أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم يؤدي إلى اضطراب في إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم.

آراء الخبراء تدعم التحذير

الدكتورة هانا باتيل من شركة Time4Sleep تؤيد ما ذهب إليه مسؤولو الصحة، مشيرة إلى أهمية التوقف عن مشاهدة التلفاز قبل النوم بنصف ساعة على الأقل. 

كما تنصح بأن تكون البرامج التي تُشاهد قبل النوم "مريحة بصريًا وسمعيًا"، مثل الأفلام الوثائقية الهادئة أو مشاهد الطبيعة، وذلك لتهدئة الجهاز العصبي تدريجيًا.

نمط الحياة وعلاقته بالذاكرة والصحة العقلية

الدراسات الحديثة تربط قلة النوم ليس فقط بالإرهاق، بل بعدد من الأمراض المزمنة والخطيرة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكتات الدماغية، السكري، واضطرابات الذاكرة. 

ويعود السبب في ذلك إلى أن الدماغ أثناء النوم يقوم بعمليات حيوية مثل تنظيف السموم وتنظيم الذاكرة.

وأظهرت الأبحاث أن قلة النوم المزمنة تؤدي إلى تلف في الوظائف العصبية، وقد تسرّع الإصابة بمرض الزهايمر وغيره من الأمراض العصبية التنكسية. كما أن النوم الزائد - أي أكثر من تسع ساعات - لا يقل خطرًا، إذ يرتبط هو الآخر بأمراض القلب والسكري والاكتئاب.

التوازن هو الأساس

يحذر الخبراء من أن الإفراط في النوم قد يكون مؤشرًا على جودة نوم سيئة أو حالة صحية خفية مثل الاكتئاب أو اضطرابات التنفس أثناء النوم. 

وفي كلتا الحالتين، فإن النوم المفرط يعطّل الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى الاستيقاظ بحالة من الخمول والارتباك.

وختامًا، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تؤكد أن التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل تقليل استخدام الأجهزة في غرفة النوم، وتنظيم مواعيد النوم، وتحسين بيئة الغرفة، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في مستويات النشاط والتركيز أثناء النهار، وتحسن جودة الحياة بشكل عام.