ثورة فيسبوكية ضد أسعار كتب المدارس التجريبية.. وأولياء الأمور لوزير التعليم: ارحمنا

انتفض أولياء أمور طلاب المدارس الرسمية للغات، المعروفة باسم المدارس التجريبية، ضد أسعار الكتب المدرسية التي حددتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، خاصة بعد قرار إلزامهم بدفعها ضمن المصروفات الدراسية.
وحددت وزارة التربية والتعليم مصروفات الكتب الدراسية لطلاب مرحلة رياض الأطفال KG1 وKG2 بقيمة 830 جنيهًا، والصفوف من الأول حتى الثالث الابتدائي بقيمة 1030 جنيهًا، ومن الرابع حتى السادس الابتدائي بقيمة 1330 جنيهًا، والصفين الأول والثاني الإعدادي بقيمة 1500 جنيه، والصف الثالث الإعدادي بـ1400 جنيه.
ونص القرار الوزاري الذي أصدره محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني برقم 224 لسنة 2025 بتعديل القرار الوزاري 285 لسنة 2014 بشأن المدارس الرسمية للغات، على إلزام الطلاب بسداد قيمة المصروفات الدراسية، شاملة ثمن كل الكتب المشتراة من الوزارة، بالإضافة إلى كتب المستوى الرفيع، ومقابل الخدمات، وسائر الرسوم المقررة، ومقابل الانتفاع بالأجهزة والمعدات الإضافية التي تُسلم لهم، إن وجدت.
ودشّن أولياء الأمور عدة حملات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لرفض إجبارهم على سداد مصروفات الكتب الدراسية، التي وصفوها بأنها مبالغ بها، تحت عنوان "لا لمصروفات كتب المدارس التجريبية"، و"إضراب عن شراء الكتب"، و"مساواة التجريبي بالحكومي"، و"كتب التجريبي مش إجباري".
وطالب أولياء الأمور وزير التربية والتعليم بمساواة أبنائهم بالمدارس الحكومية لأنهم يسددون مصروفات البريد مثلهم، ويجب أن يتسلموا الكتب المدرسية مجانًا، موجهين له: "ارحمنا.. إحنا حكومي مش خاص، والكتب أسعارها غالية جدًا، ومش منطقي تبقى إجبارية على أولياء الأمور.. التعليم حق، مش تجارة".
ووصف أولياء الأمور قرار إلزامهم بشراء الكتب بتلك الأسعار بأنه غير مدروس، لأنها ضاعفت المصروفات في حين أن الأسر لا تحتمل تلك الأعباء المالية خاصة في حالة وجود أكثر من طالب، مطالبين بوقف هذه "المهزلة"_حسب تعبيرهم_ لأنهم مدارس حكومية وليس خاصة وتسليمهم الكتب مجانًا أو تركها كما كانت اختيارية.
ودعا أولياء الأمور وزير التربية والتعليم إلى تطبيق القرارات الجديدة على الطلاب الجدد وإعلانها قبل موعد التقديمات ليكون الخيار أمامهم قبل الالتحاق بتلك المدارس، مستنكرين تغيير القرار الوزاري وتطبيقه على الطلاب القدامي الذين التحقوا وفقا للقرار السابق، عملا بمبدأ العقد شريعة المتعاقدين.
ولفت أولياء الأمور إلى أنهم ألحقوا أبنائهم بتلك المدارس ويعلمون أن نسبة الزيادة في المصروفات 10 في المائة سنويًا، وأن الكتب اختيارية، قائلين: "نحن فئة الموظفين ولسنا رجال أعمال أو نقبض بالدولار ليفرض علينا الوزير مصروفات جديدة، وندخل جمعيات حتى نسدد مصروفات المدارس؛ أملا في منح أبنائهم تعليم أفضل".
مطالب اتحاد أولياء أمور المدارس التجريبية
وأعربت أماني الشريف، رئيس اتحاد أولياء أمور المدارس التجريبية، عن إصابتها بالدهشة بعد معرفة نشرة مصروفات المدارس الرسمية لغات والرسمية المتميزة لغات، معلنة عن رفضها القاطع لإلزام أولياء الأمور بشراء الكتب المدرسية بأسعار مبالغ فيها تصل إلى 1500 جنيه في المرحلة الإعدادية.
ولفتت إلى أن ذلك في الوقت الذي يسدد فيه بالفعل ولي الأمر المصروفات الدراسية المقررة عبر البريد، بالإضافة إلى مصروفات التجريبي داخل المدرسة إذ يصل إجمالي المصروفات إلى 1500 في المدارس الرسمية لغات، بالإضافة للمشاركة المجتمعية التي يُقال إنها اختيارية ولكنها تُفرض بشكل إجباري، فضلًا عن تكاليف تصوير أوراق الامتحانات الشهرية، وأعباء الصيانة والدهانات وغيرها، إلى جانب مرتبات الدادات والنظافة والعمالة بالمدارس.
وتساءلت عن الميزة في المدارس الرسمية لغات التي تجعل أولياء الأمور يتحملون كل هذه الأعباء، لافتة إلى أنها في النهاية، مدارس رسمية بمبانٍ حكومية تفتقر إلى أدنى وسائل الأمن والأمان والنظام والنظافة، والميزة الوحيدة أنها تُدرّس اللغات، وحتى هذه اللغات لا تُدرَّس كما يجب، فهي ليست مدارس خاصة أو دولية.
وطالبت الشريف وزارة التربية والتعليم بالنظر بعين الاعتبار إلى شكاوى أولياء الأمور، والعمل على تخفيف الأعباء عن الأسر، بما يحقق المصلحة الحقيقية للطلاب ويضمن لهم حقهم في تعليم جيد وميسر، ومراجعة أسعار الكتب المدرسية فورًا، أو توفير بدائل أقل تكلفة، وتسليم الكتب للتلاميذ مثلما يحدث في المدارس الحكومية بعد سداد المصروفات الأساسية فقط، مع عدم ربط استلام الكتب بالمصروفات.
كما طالبت الشريف بوقف إلزام الأسر بمساهمات تحت مسمى "المشاركة المجتمعية" أو أعباء إضافية غير منصوص عليها بشكل واضح وعادل، وعدم التحايل على القوانين والنشرات الوزارية خاصة في فترة القبول والتحويلات، ووضع آليات أكثر عدلًا وشفافية في تنسيق القبول، حفاظًا على حق الأطفال في مقعد دراسي دون إهدار وقتهم في الانتظار.