شومان: الجدل حول الخلاف الفقهي منهج استعماري لتعطيل الناس عن العبادة
أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الانشغال بالقضايا الجدلية القديمة التي وقع فيها خلاف فقهي بين العلماء، هو إهدار للوقت وتشتيت لجهود المسلمين، معتبرًا أن هذه الطريقة لا تخرج عن كونها "نهجًا استعماريًا" يهدف إلى صرف الناس عن حقيقة العبادة وجوهرها.
جدل متكرر في كل مناسبة
قال شومان إن كل مناسبة دينية لا تخلو من إثارة قضايا فرعية لا جدوى من الخوض فيها، فيضيع وقت المسلمين ويضيع معهم ثواب العبادة.
وأوضح أن أبرز هذه المسائل تتمثل في:
بداية الصوم ونهايته: متى نصوم ومتى نفطر؟ هل مع دولة معينة أم لا؟
زكاة الفطر: هل يجوز إخراجها مالًا أم لا؟ وهل من يخرجها نقدًا آثم؟
الأضحية: تتكرر حولها أسئلة وجدالات موسمية.
وأشار إلى أن هذه النقاشات باتت أشبه بمسرحيات سنوية تُدار لإشغال الناس عن المعاني الحقيقية للعبادة.
استغلال الحج ومواسم الطاعة
لفت الدكتور شومان إلى أن فريضة الحج باعتبارها ركنًا من أركان الإسلام لم تسلم هي الأخرى من حملات التشويه والإثارة، حيث يظهر من يشكك في شرعيتها أو يطرح آراء غريبة كأن الحج يقتصر على بلد معين أو أن أحكام الشريعة قد أُبطل بعضها.
دعوة للتركيز على جوهر العبادة
شدد عضو هيئة كبار العلماء على أن الوقت ليس مناسبًا للدخول في هذه المهاترات التي لن تُحسم، مؤكدًا أن المسلمين بحاجة إلى استثمار المناسبات الدينية في تحقيق الطاعة والتقرب إلى الله بدلاً من إضاعتها في جدالات لا ثمرة لها.
الأزهر: اجعلوا الدين عبادة لا جدالًا
واختتم شومان حديثه بالتأكيد على أن الأزهر الشريف يذكّر دائمًا بأن العبادات مقصودها تهذيب النفس وبناء الإنسان، وأن إدخال الناس في دوامة الخلافات القديمة يفسد عليهم مقصد العبادة ويحولها إلى جدل لا ينتهي، داعيًا المسلمين إلى التمسك بروح الدين ومقاصده العليا بعيدًا عن الأهواء والجدالات العقيمة.
