بين العدل الإلهي وحقيقة الخواتيم.. لاشين يكشف معني «إنما الأعمال بالخواتيم»
أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى منزَّه عن الظلم، فقد حرَّمه على نفسه وجعله محرَّمًا بين عباده، مستشهدًا بالحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا»، وقول الله تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]، دليل قاطع على عدله المطلق سبحانه وتعالى.
تفسير الحديث.. لا ظلم عند الله:
تلقى لاشين سؤالًا عن حديث النبي ﷺ الوارد في الصحيحين: «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها…»، وهل في ذلك ظلم للعبد؟
وأوضح، أن للحديث رواية في صحيح مسلم تكشف المعنى: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار»، أي أن أعماله الظاهرة لم تكن صادقة ولا خالصة لله، وإنما كانت رياءً وسمعة، ولهذا لم تنفعه عند الله، فخُتم له بخاتمة السوء.
الإنسان بين التسيير والتخيير:
بيَّن عضو لجنة الفتوى أن الإنسان مسير في بعض الأمور التي لا يد له فيها، مثل كونه ذكرًا أو أنثى، غنيًا أو فقيرًا، طويلًا أو قصيرًا، وغير ذلك من أحوال الخَلق.
لكنه مخيَّر في مجال الإيمان والكفر والطاعات والمعاصي؛ إذ قال تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: 3]. فأسند الله الخلق إلى ذاته العليا، بينما أسند الإيمان والكفر إلى اختيار الإنسان.
حقيقة الأعمال بالخواتيم:
أكد لاشين أن الأعمال تُقبل بخواتيمها، فالنهاية مرآة لما استقر في القلب من صدق أو نفاق. فإن كانت البداية قائمة على الإخلاص، كانت الخاتمة خيرًا، وإن بُنيت على الرياء والباطل، ظهرت عواقبها في النهاية.
وأشار إلى قول الإمام ابن عطاء الله السكندري: «من أشرقت بداياته أشرقت نهاياته».
خلاصة فهم (إنما الأعمال بالخواتيم):
الله سبحانه وتعالى منزَّه عن الظلم.
العمل الصالح لا يقبل إلا بالإخلاص لله تعالى.
الرياء والسمعة قد يُظهران للناس عملًا صالحًا بينما هو باطل عند الله.
الخواتيم ثمرة البدايات، لذا وجب على المسلم تصحيح النية دائمًا.