رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

رسالة حب

لم نكن فى حاجة إلى تصريحات الإرهابى أمير أوحانا رئيس الكنيست الإسرائيلى التى قال فيها إن ضربة الدوحة رسالة إلى الشرق الأوسط وذلك لأن الرسالة واضحة ولا تحتاج إلى تصريح أو توضيح أو تلميح.. الاعتداء الإجرامى على الدوحة ومحاولة اغتيال قادة حماس هناك يمثل حدثا جسيما ينبغى ألا يمر مرور الكرام.. خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار التوقيت وطبيعة العملية والرسالة الهامة المراد توصيلها.

فيما يخص التوقيت فقد جاء الاعتداء السافر على سيادة قطر وأمنها وسلامة مواطنيها بعد تصريحات مجرم الحرب نتنياهو التى تحدث فيها بكل صراحة عن حلم إسرائيل الكبرى وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها مسئول إسرائيلى كبير عن حلمهم المزعوم بهذه الصراحة وهذا الوضوح وهو ما يعنى وجود تغيير كبير فى النهج الإسرائيلى تجاه الشرق الأوسط، وأن الاعتداء على قطر جاء فى هذا الإطار. 

أما طبيعة العملية التى تم تنفيذها بواسطة 15 طائرة تشير إلى أنها عملية حربية مكتملة الأركان وليست مجرد ضربة خاطفة بطائرة مقاتلة وهو تطور خطير لم يحدث من قبل.

وإذا أضفنا إلى ذلك عنصرا آخر وهو أن ضرب الدوحة تزامن مع ضرب 4 دول عربية أخرى وهى فلسطين وسوريا ولبنان وتونس بنفس الطريقة باستخدام الطيران الحربى فهذا يعنى أن البلطجة والعربدة الإسرائيلية وصلت إلى حد غير مسبوق.

أما الرسالة التى أراد العدو الصهيونى توصيلها فهى رسالة مركبة تؤكد على سياسات ثابتة وراسخة للكيان لا يحيد عنها بالإضافة إلى إشارات خطيرة حول طبيعة المعركة فى المستقبل.

فى البداية أكدت الضربة الإسرائيلية على السياسات الثابتة والراسخة للعدو وهو أنه لا يؤمن بالسلام ولا يعترف بالقرارات الدولية ولا بأى اتفاقيات، كما أنه لا يؤمن بأى مفاوضات أو محادثات سلام، وأن الرادع الوحيد الذى يقف أمامه هو القوة.. فالعدو لا يعترف بقرارات مجلس الأمن ولا بالشرعية الدولية ولا باتفاقيات السلام لكنه يعترف فقط بالقوة.. تلك القوة التى أجبرته على توقيع معاهدة السلام المصرية واحترامها ولم يحدث ذلك إلا بالهزيمة الساحقة المذلة على أيدى الأبطال فى حرب 73.

واستمرارا لهذا النهج أكد العدو بضرب الدوحة ومحاولة اغتيال قادة حماس أنه لا يؤمن بمسار التفاوض السلمى مع حماس برعاية مصرية قطرية وأنه نسف كل تلك الجهود إلى غير رجعة. 

أكدت الرسالة التى بعث بها قادة العدو أن العربدة والبلطجة هو نهج قديم وجديد وأنه لا يمكن التخلى عنه.. بل يجرى العمل على توسيع قاعدته ليشمل أكبر عدد ممكن من الدول وهو أمر يستلزم الانتباه والاستعداد لمواجهته فى أى وقت.

وأكدت الرسالة القادمة من تل أبيب أيضا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلى، والدليل على ذلك أنه هو الذى وافق على ضرب الدوحة ليس هذا فحسب بل إن طائرات الاستطلاع الأمريكية سبقت الطائرات الإسرائيلية ومهدت الطريق لإتمام الضربة.

هذه هى الرسالة التى سقطت معها أوراق التوت وعلينا -نحن العرب والمسلمين وكل منطقة الشرق الأوسط - الاستعداد للتعامل مع مضمون هذه الرسالة ووضع حد لهذه البلطجة والعربدة الإسرائيلية.