"رجال الأعمال المصريين والأفارقة": الاعتداء على الدوحة يكشف دلالات عميقة عن معادلات القوة في المنطقة
أكّد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين والأفارقة، أن الاعتداء العسكري الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة يحمل في طياته رسائل سياسية واستراتيجية تتجاوز حدود العملية ذاتها، مشيراً إلى أن ما جرى يفضح طبيعة التوازنات والتحالفات في المنطقة.
وأوضح الشرقاوي أن هناك شبهة توافق في التوقيت والمكان بين الكيان المعتدي وواشنطن والدوحة، في إطار صفقات متبادلة وأثمان سياسية، قد لا تكون بالضرورة مادية، بل ترتبط باستمرارية أنظمة الحكم ورهاناتها على رضا القوى الكبرى.
وأضاف أن استهداف قطر سواء من قبل الكيان أو من خلال الضربات الإيرانية السابقة يعكس تحول الدوحة إلى ساحة استعراض ورسالة إهانة رمزية، كونها دولة صغيرة الحجم ذات تطلعات سياسية أكبر من إمكاناتها، مما يجعلها عرضة لتجاذبات اللاعبين الكبار.
وفي معرض تعليقه على التناول الإعلامي، شدّد الشرقاوي على أن قناة الجزيرة لم تُظهر الحدث بالحجم المتوقع، مقارنة بضجة إعلامية تصنعها القناة في قضايا أقل أهمية، مؤكداً أن هذا يبرهن مجدداً على طبيعة التوجيهات التي تخضع لها المنصة الإعلامية منذ نشأتها.
وأشار إلى أن المعادلة الإقليمية اليوم واضحة: هناك دول تدفع وتتنازل لإرضاء القوى المهيمنة، بينما تحتفظ مصر بموقفها المبدئي الرافض لهذه السياسات، رغم التحديات الاقتصادية الباهظة التي تتحملها.
واختتم الشرقاوي بالتأكيد على أن التاريخ والكتب السماوية أوضحت أن الكيان لا يعرف عهداً ولا يحترم وسيطاً، وأن القوة وحدها هي اللغة التي يفهمها، مشدداً على أن مصر ستبقى رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، وأن الجيش المصري محل حسابات دقيقة لدى الجميع، قائلاً: "مهما بدا المشهد قاتماً، ستبقى مصر قادرة على فرض معادلة النصر إذا كتب الله لها القتال".
