رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تعيشى يابلدى

كنت قد اعتزمت كتابة هذا المقال عن مرضى الطوارئ وما يتعرضون له من عراقيل حتى الآن بالمستشفيات رغم تأكيدات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان على العلاج المجانى استنادًا إلى القرار الإنسانى لرئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب رقم «1063» بإلزام جميع المنشآت الطبية الحكومية والخاصة والاستثمارية بتقديم خدمات العلاج لحالات الطوارئ والحوادث بالمجان لمدة «48».
ولكن وجدت أن هناك أزمة صحية ونفسية عنيفة يمر بها طالب امتياز بكلية التمريض بجامعة الإسكندرية وتستحق تسليط الضوء عليها ومناشدة الرئيس السيسى بالتدخل لإنقاذ حياة ومستقبل هذا الشاب بعد أن تخلت عنه وزارة التعليم العالى وألقته فى جُبٍ عميق لايمكن الخروج منه.
فقد أصيب عمر زين، الطالب بكلية التمريض بجامعة الإسكندرية، بفيروس نقص المناعة البشرى «إيدز»، خلال فترة تدريبه العملى فى وحدة العناية المركزة بمستشفى الجامعة، إثر تعرضه لوخز إبرة ملوثة بدم مريض مصاب بالفيروس، دون أن يتم تحذيره من الحالة أو تدريبه مسبقًا على بروتوكولات الوقاية والتعامل مع هذه الحالات.
وبحسب روايته فقد تم تكليفه فى ديسمبر الماضى بسحب عينة دم أحد المرضى داخل وحدة الرعاية المركزة، ولم يتم إخباره بأن المريض إيجابى إيدز، وأنه تعرض لوخز فى يده من نفس السرنجة، ما أدى لاختلاط مباشر بين دمه ودم المريض.
وأنه بعد حوالى شهر بدأت أعراض المرض فى الظهور عليه، منها نزيف شديد من الفم، فتوجّه للمستشفى وأجريت له فحوصات وتحاليل روتينية أظهرت إيجابية فيروس HIV.
بعدها توجه إلى وحدة مكافحة العدوى بالمستشفى الجامعى وأخطرهم بما حدث فأبلغته إدارة التمريض بشكل شفهى بإيقافه عن العمل فورا، وتوجيهه إلى مستشفى الحميات للحصول على الخدمة الطبية والعلاجية اللازمة.
ومن هنا بدأت خطوات تخلى جامعة الإسكندرية عن الطالب عمر زين ، فبعد أن كان طالب تمريض فى طريقه لإنقاذ المرضى أصبح الآن تائهًا لايجد من ينقذه.
تجاهل تام من كلية التمريض ومنعه من الدخول، رئيسة التمريض فى مستشفيات جامعة إسكندرية رفضت دخوله المستشفيات والمدير التنفيذى لمستشفيات جامعة إسكندرية أبلغه بأن حل المشكلة فى يد عميدة كلية التمريض، ولما ذهب إليها قالت روح لعميد كلية الطب الذى رفض مقابلته، وأبلغه عن طريق سكرتيره أنه طالب تمريض وليس طب وليس له سلطة عليه حتى نائب رئيس الجامعة رفض مقابلته وأبلغه أيضا من خلال مدير مكتبه: أنه ليس له علاقة، ولما عاد إلى كلية التمريض مرة اخرى رفض الأمن دخوله وابلغوه أنها تعليمات إدارة الكلية!
لمن يذهب هذا الشاب المسكين وماذا يفعل لكى يخرج من غيابات جب الإيدز اللعين إذا كانت الكلية والجامعة التى ينتمى إليهما تخلتا عنه.
حياة هذا الطالب المسكين متوقفة من شهر فبراير الماضى، زملاؤه أنهوا الامتياز وتخرجوا وحصلوا على كارنيه نقابة التمريض ومزاولة المهنة وهو قابع فى بيته فريسة للمرض والاكتئاب.. أتمنى أن يتدخل فخامة الرئيس لإنقاذ حياة هذا الشاب من الضياع بعد أن تخلى عنه الجميع!!