رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل الفاتحة.. تحمل سرًا لقضاء الحوائج؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 ردًّا على سؤال حول الدليل على جواز قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج، أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة الفاتحة باب عظيم من أبواب الاستعانة بالله، ودعاء مشروع دلّت عليه النصوص الشرعية وأقوال العلماء، وأن عمل السلف الصالح استقرّ على ذلك من غير نكير.

 

الدليل من الحديث الشريف:

 أوضحت دار الإفتاء أن الدليل على جواز قراءة الفاتحة لقضاء الحاجات جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي رواه الإمام مسلم: أن الله تعالى قال: «قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل... فإذا قال العبد: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».

 

 وبيّنت الفتوى أن قوله تعالى «ولعبدي ما سأل» يدل على عموم الاستعانة وطلب الحاجة، فكل من قرأ الفاتحة بنية قضاء حاجته مستعينًا بالله تعالى، فإن الله يحقق له مطلوبه بفضله وكرمه. وقد استشهدت بقول الشيخ ابن عبد الهادي الحنبلي في رسالته «الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور»: «ما قرأ أحد الفاتحة لقضاء حاجة وسأل حاجته إلا قُضيت».


 

نوران عظيمان.. الفاتحة وخواتيم البقرة:

 أوردت دار الإفتاء حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن جبريل عليه السلام نزل إلى النبي ﷺ وأخبره بمَلَك لم ينزل قط قبل ذلك، وبشّره بنورين لم يُؤتَهما نبي من قبله: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، قائلاً: «لن تقرأ بحرفٍ منهما إلا أعطيته» (رواه مسلم والنسائي).

 علّق العلماء على هذا الحديث بأن الفاتحة ليست فقط أعظم سورة في القرآن، بل هي أيضًا باب للاستعانة وقضاء الحاجات، إذ قال الإمام محمد بن علان الصديقي: «يجوز كونها للاستعانة… لن تقرأ بحرف منهما على قضاء غرض لك إلا أعطيته».

 

عمل السلف وتعامل العلماء:

 أشارت الفتوى إلى أن السلف الصالح عملوا بقراءة الفاتحة لقضاء الحاجات. فقد أخرج أبو الشيخ عن عطاء رحمه الله أنه قال: «إذا أردت حاجة فاقرأ فاتحة الكتاب حتى تختمها تُقضى إن شاء الله».

كما أكد الإمام ملا علي القاري الحنفي في كتابه «الأسرار المرفوعة»: «وهذا أصل لما تعارف الناس عليه من قراءة الفاتحة لقضاء الحاجات وحصول المهمات». وبذلك صار الأمر عادة صالحة متوارثة بين المسلمين، يستعينون بها في طلب أرزاقهم وتيسير أمورهم.

 

معاني الفاتحة وأسرارها:

 تجمع سورة الفاتحة بين الثناء على الله، وتمجيده، والاعتراف بربوبيته ورحمته، والإقرار بالعبودية له، ثم التوجه إليه بالدعاء الخالص بالهداية والتوفيق. وهذا البناء الرباني يجعلها أمّ القرآن وملخص رسالته، وأساسًا لكل دعاء وطلب.

ولهذا كانت الفاتحة ركنًا من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها. فإذا كانت الصلاة لا تقوم إلا بها، فكيف لا تكون وسيلة عظيمة لقضاء الحوائج وتفريج الكربات؟

 

 أكدت دار الإفتاء المصرية أن قراءة الفاتحة لقضاء الحوائج جائزة ومشروعة، استنادًا إلى نصوص القرآن والسنة، وعمل السلف، وإجماع العلماء على فضلها وعموم نفعها. فهي ليست مجرد سورة للتلاوة في الصلاة، بل هي باب من أبواب الدعاء، وسرّ من أسرار الإجابة، ونور ينزل من السماء إلى الأرض.