ليالى جحيم.. وصباحات دم

«نتنياهو» يواصل هولوكوست غزة ويقتحم الضفة قبل الأعياد
تأجيل انطلاق أسطول «الصمود العالمي» من تونس.. والعالم يتظاهر
تشرق الشمس على بحار الدم وأشلاء الأبرياء بعد ليلة أخرى من الجحيم فى مدينة غزة وشمالها بعشرات الشهـداء والمصابين معظمهم من الأطفال فى استهدافات متلاحقة بالقنابل الحارقة والصواريخ الثقيلة لخيام النازحين فى أحياء النصر وتل الهوا ومحارق بمنطقة زكيم لتوزيع المساعدات.
تفترش إحدى الأمهات الأرض تلملم أشلاء أبنائها فى المجزرة التى ارتكبها الاحتلال بعد قصفه نازحين خلال نومهم فى مدرسة الفارابى فى غزة فيما لا يزال أطفال غزة بنك أهداف النازية الصهيونية، فقد استشهد الرضيع «جبر الأشهب» (10 أيام) بقصف الاحتلال لمنزل عائلته فى حى الصبرة بمدينة غزة.
وتستقبل عضو المجلس التشريعى الشهيدة مريم فرحات «أم نضال» فى السماء نجلها الخامس القيادى مؤمن فرحان وزوجته وأطفاله بعد عملية اغتيال نفذها الاحتلال ولم يكتف الاحتلال بقتل البشر واستهداف المنازل والخيام، بل قصف مسجدين ومستشفى الوفاء بغزة. المستشفى فى صورة صارخة لاستباحة ركوع الساجد وأنين المريض. وكانت «أم نضال» الملقبة بخنساء فلسطين قد استشهدت قبل عدة أشهر.
لم يترك الإرهاب الصهيونى للفلسطينى ملجأ يلوذ به، ولا موضعًا للروح تطمئن فيه وتكرس حكومة الاحتلال الإبادة على كل ما هو مقدس، على الحياة، على الإيمان، على الإنسانية فى قطاع غزة، لليوم 702 على التوالى، وسط تصاعد فى وتيرة الاستهدافات التى تطال المدنيين فى مختلف أنحاء القطاع.
ووصل إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، 150 شهيدًا، منهم 5 شهداء تم انتشالهم من تحت الركام، إضافة إلى 450 إصابة جديدة. وارتفعت حصيلة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى منذ أكتوبر2023، إلى 64 ألفًا و368 شهيدًا و162 ألفًا و776 إصابة.
وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى الأمس، 11 ألفًا و911 شهيدًا، و50,735 إصابة.واستهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة راشد جنوب غرب غزة. وقصفت مدفعية الاحتلال شرق حى التفاح شرق مدينة غزة.
واستهدفت طائرات الاحتلال مسجد التوحيد والسنة فى شارع النفق شرق مدينة غزة منزلًا فى محيط سوق اليرموك بحى الدرج وسط مدينة غزة.
وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إن منطقة المواصى فى خان يونس، باتت ساحة للقتل والتجويع، وليست منطقة إنسانية كما يزعم الاحتلال.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عن أن قواته تكثف عملياتها العسكرية عند مداخل مدينة غزة وداخلها، مشيرًا إلى أن الهجمات تستهدف ما وصفهم بـ«عناصر النخبة» ممن شاركوا فى هجوم 7 أكتوبر2023.
كما شنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، حملة استدعاءات للتحقيق، ضد عشرات المقدسيين، فى سعى لتهديدهم وإرهابهم وتقييد حركتهم، مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية.
وأوضحت مصادر محلية فى القدس المحتلة، أنه تم استدعاء عشرات المقدسيين للتحقيق فى مركز شرطة «القشلة»، للنظر بقرارات إبعادهم عن المسجد الأقصى.
وقال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمى، إن الاحتلال يحاول إيصال رسالة تهديد وإرهاب بحق المقدسيين، ومنعهم من الدفاع عن الأقصى فى وجه اقتحامات المستوطنين.
وأضاف أن المحققين يمارسون لغة الإرهاب بحق المقدسيين، والتهديد بالإبعاد والاعتقال وفرض العقوبات وتقييد التحركات فى المدينة المقدسة ومنع الصلاة فى الأقصى. واعتبر «الهدمى» أن حكومة الاحتلال تمر بأزمة ثقة بنفسها وبالآخرين، وتتخوف من أى تحركات للمقدسيين فى وجه الظلم اليومى الذى يواجهونه. وأكد أن الواقع فى القدس صعب جدّا، والاحتلال يمارس الإرهاب بكل الأشكال، ويحاول تخويف كل من تطاله يده فى المدينة.
وأشار «الهدمي» إلى أن المحققين الإسرائيليين يتعمدون استخدام كلمة «جبل الهيكل» بدل المسجد الأقصى خلال التحقيق أو فى الاستدعاءات المكتوبة، فى تطور خطير نحو تحقيق رغبة الجماعات اليهودية المتطرفة بهدم المسجد وإقامة الهيكل على أنقاضه.
تأتى هذه الإجراءات فى سياق التحضير لـموسم الأعياد اليهودية الأطول خلال العام، والذى يبدأ فى نهاية سبتمبر الجارى ويستمر حتى منتصف أكتوبر المقبل، ويتضمن عيد رأس السنة العبرية، عيد الغفران (يوم كيبور)، عيد العرش (سوكوت).
وتشهد مثل هذه الفترة سنويًا تصعيدًا فى اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وسط حماية أمنية مشددة، ومحاولات لفرض واقع جديد فى المكان، لا سيما فى المنطقة الشرقية من المسجد.
وتم تأجيل انطلاق أسطول المساعدات المتجه من تونس إلى غزة المقرر الأحد إلى الأربعاء، وقالت هيئة أسطول الصمود العالمى إنه قد تم تأجيل موعد الإبحار، من يوم الأحد 7 سبتمبر الجارى إلى يوم الأربعاء 10 لأسباب تقنية ولوجستية خارجة عن إرادتنا. وسبق أن تم إرجاء موعد الإبحار، خصوصًا بسبب رداءة الأحوال الجوية. فيما تشهد مدن وعواصم العالم الكبرى مظاهرات حاشدة دعمًا لفلسطين ورفضًا للإبادة فى غزة.
ويقل الأسطول ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ويحمل مساعدات إنسانية، ومن المفترض أن ينضم القسم المغاربى من أسطول الصمود إلى السفن والمراكب المتجهة إلى غزة، التى كانت انطلقت من إسبانيا وإيطاليا بهدف «فتح ممر إنسانى ووضع حد لإبادة الشعب الفلسطينى المتواصلة» فى غزة، حسبما أفاد «أسطول الصمود العالمي».
ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى غزة فى منتصف سبتمبر، ويأتى تحركه بعدما منعت تل أبيب محاولتين للناشطين فى هذه المبادرة لتوصيل مساعدات بحرًا إلى القطاع الفلسطينى المدمر فى يونيو ويوليو الماضيين.
ومن بين الناشطين الوافدين من عشرات الدول، السويدية غريتا تونبرغ والممثلان الأيرلندى ليام كنينغهام والإسبانى إدوارد فرنانديز، إلى جانب نواب أوروبيين وشخصيات عامة بينها الرئيسة السابقة لبلدية برشلونة آدا كولاو. وأعلنت الأمم المتحدة عن المجاعة فى غزة، محذرة من أن 500 ألف شخص يواجهون ظروفًا كارثية.