المنظمات الإنسانية ترفض تهجير أصحاب الأرض

«الأونروا»: لا مكان آمن فى غزة.. والصحة العالمية لن نترك المدينة
تحول جديد فيما يتعلق بخطة تهجى الشعب الفلسطينى من أرضه وإخلاء الاحتلال الصهيونى لمدينة غزة حيث انضمت المنظمات الانسانية لحالة الرفض الفلسطينية بعدم ترك أكبر مدن القطاع شمالا ونددت المنظمات الدولية العالمة تحت مظلة الأمم المتحدة بجريمة الإبادة الجماعية التى تنتهجها حكومة الاحتلال برئاسة «بنيامين نتنياهو».
أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بأن عمليات الإبادة الإسرائيلية فى مدينة غزة تشرد الناس. وقالت فى منشور على صفحتها بموقع فيسبوك إن «الناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه». وأضافت: «لا يوجد مكان آمن فى غزة. لا أحد آمن». فيما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون ديرلاين» أن مجاعة من صنع البشر لا يمكن أن تستخدم سلاح حرب.
وقالت «فون ديرلاين» فى كلمة أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج: «ما يحدث فى غزة هز ضمير العالم. أشخاص يقتلون وهم يتسلون الحصول على طعام. أمهات يحملن أطفالا أمواتا. هذه الصور كارثية».
وأضافت: «من أجل الأطفال، من أجل الإنسانية، يجب أن يتوقف هذا»، متحدّثة عن وضع «غير مقبول» فى قطاع غزة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعتزم البقاء فى مدينة غزة على الرغم من الدعوة التى وجهها الاحتلال لأهالى المدينة لإخلائها قسرياً إلى جنوب القطاع.
وقالت المنظمة فى بيان على منصة إكس: «إلى سكان غزة: منظمة الصحة العالمية وشركاؤها ما زالوا فى مدينة غزة». وتقول الأمم المتحدة إن حوالى مليون شخص يعيشون فى مدينة غزة ومحيطها.
وأعربت عن استيائها من أمر الإخلاء الإسرائيلى، مشيرة إلى أن «ما يسمى بالمنطقة الإنسانية التى حددتها إسرائيل فى جنوب القطاع تفتقر إلى حجم ونطاق الخدمات اللازمة لدعم الموجودين هناك، فضلا عن الوافدين الجدد».
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من نصف المستشفيات التى ما زالت تعمل فى قطاع غزة موجودة فى المدينة. وحذّر البيان من أنّ النظام الصحّى فى القطاع «لا يستطيع تحمل خسارة أى من هذه المرافق المتبقية».
وأضافت المنظمة: «على الرغم من أن أوامر الإخلاء الأخيرة لم تشمل المستشفيات بعد، إلا أن الوقائع السابقة تظهر مدى سرعة تعطلها عندما يعوق القتال وصول المرضى، ويمنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، ويعطّل إعادة إمداد منظمة الصحة العالمية وشركائها».
يواصل الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر، مستهدفا بغارات وقصف مدفعى عنيفين مختلف أنحاء القطاع، وجدد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلى «يسرائيل كاتس» توعده بتدمير مدينة غزة إذا لم تقبل حماس بشروط تل أبيب لوقف إطلاق النار.
وقال كاتس فى بيان: «عملية قمة النار التى نفذت مساء الثلاثاء الماضى لتحييد قادة حماس فى قطر. سياسة إسرائيل الأمنية واضحة، يد إسرائيل الطويلة ستهاجم أعداءها فى كل مكان، لا مكان لهم للاختباء فيه» ويأتى هذا فى وقت سادت فيه أجواء من التشاؤم فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى حيال نتائج الهجوم الذى نفذته طائراتها الحربية مستهدفة قادة الوفد المفاوض من حركة حماس فى العاصمة القطرية الدوحة.
وجدد الاحتلال توعده بهدم المزيد من الأبراج السكنية فى مدينة غزة خلال الأيام القادمة وذلك ضمن الإبادة الجماعية المستمرة على القطاع بدعم أمريكى منذ 23 شهرا.
وقال المتحدث بلسان الاحتلال «أفيخاى أدرعى» فى منشور على منصة «إكس»: «نهاجم على مدار الأيام الأخيرة مبانى متعددة الطوابق وأبراجا فى مدينة غزة وذلك تمهيدا لتوسيع الضربات لحماس فى المدينة غزة». وأضاف: «فى الأيام القليلة المقبلة، سنواصل مهاجمة مثل هذه الأبراج» زاعما أنها تشكل تهديدا مباشرا لقواتهم.
لإجبار السكان على النزوح جنوب القطاع. وكثف طيران الاحتلال الحربى من قصف وتدمير المنازل فى مدينة غزة بينها أربعة منازل فى مخيم الشاطئ للاجئين غرب المدينة. وأعلنت مصادر طبية استشهاد واصابة المئات وفقد بينهم 30 من مدينة غزة والعشرات من منتظرى المساعدات، بنيران وقصف قوات الاحتلال، واستهدفت غارة جوية إسرائيلية مدينة غزة.
بينما أطلق طيران الاحتلال المروحى النار باتجاه المناطق الشرقية من المدينة، وقصفت مدفعية الاحتلال وسط مدينة خان يونس جنوبا.
وأكدت مصادر طبية فى مستشفى العودة، ارتقاء طفل متأثر بإصابته بنيران قوات الاحتلال التى استهدف بشكل عشوائى، منازل الفلسطينيين فى مخيم البريج وسط القطاع. وشن طيران الاحتلال الحربى غارة قرب مفترق الطواشى، شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الصيادين الفلسطينيين فى عرض بحر غزة، تزامنا مع تفجير قوارب الصيد الخاصة بهم. وقال مكتب إعلام الأسرى الحقوقى إن بحرية الاحتلال اعتقلت عددا من الصيادين فى بحر غزة، عرف منهم: بشير محمد نصار ونجله مؤمن، مدحت رائد نصار وشقيقه إبراهيم رائد نصار ونجله رائد، يوسف شحادة القرعان، وعماد جلال القرعان.
ويتحدى الصيادون الفلسطينيون قيود قوات الاحتلال ويخاطرون بأرواحهم عندما يدخلون بضع مئات من الأمتار فى البحر، لاصطياد كميات محدودة من الأسماك لإطعام أسرهم الجائعة.
ويعمل نحو 5 آلاف فلسطينى فى مهنة الصيد ببحر قطاع غزة الذى يعانى ظروفا إنسانية صعبة، بفعل حصار إسرائيلى مستمر منذ عام 2006.
واستشهد صياد فلسطينى يُدعى حسن الهبيل (51 عاما)، وأصيب صياد آخر السبت 16 أغسطس الماضى، برصاص زوارق الاحتلال الحربية فى عرض بحر غرب مدينة غزة. وباستشهاد «الهبيل» ارتفع عدد الصيادين بنيران الاحتلال إلى ما يقارب 210 صيادين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة فى 7 أكتوبر 2023.
وأعلن «محمد أمين بالنور»، عضو الهيئة التسييرية «لأسطول الصمود» أنه سيبحر من ميناء سيدى بوسعيد التونسى إلى ولاية بنزرت شمالا تمهيدا للانطلاق إلى غزة اليوم الجمعة، لكسر الحصار الإسرائيلى المفروض على الفلسطينيين.