نظرة أمل
لم يعد العدوان الإسرائيلى على قطر مجرد واقعة عابرة يمكن أن تمر بين سطور بيانات الشجب والإدانة التى اعتادت عليها الحكومات العربية، ما جرى فى سماء الدوحة هو فعل إجرامى مكتمل الأركان ويمثل أخطر انتهاك للسيادة العربية منذ سنوات طويلة ورسالة دموية موجهة إلى كل العواصم فى الخليج والمشرق والمغرب.
الطائرات الإسرائيلية التى اخترقت الأجواء القطرية واستهدفت اجتماع قيادات فلسطينية لم تضرب الدوحة وحدها بل ضربت فكرة الأمن القومى العربى فى الصميم وكشفت أن العربدة الإسرائيلية باتت لا تعترف بحدود ولا تحترم قانوناً دولياً ولا تضع وزناً للشرعية الأممية، إنها سياسة الأمر الواقع التى تمارسها تل أبيب تحت عين وبصر العالم، وربما بضوء أخضر أمريكى مسبق وهو ما يزيد من خطورة الموقف ويضعه فى إطار دولى معقد.
الخطر الحقيقى أن هذا العدوان ليس استثناءً بل حلقة جديدة فى سلسلة متواصلة من الجرائم تبدأ من غزة ولا تنتهى عند حدود قطر، الرسالة الإسرائيلية واضحة. الكيان الصهيونى يعتبر المنطقة كلها ملعباً مفتوحاً لبطشه، وأن أمن العواصم العربية مرهون بمدى قدرتها على الردع والاستعداد، من هنا فإن الاكتفاء ببيانات الشجب لم يعد مقبولاً ولا كافياً واللحظة تتطلب يقظة استراتيجية عربية تتجاوز الحسابات الضيقة، وتضع على الطاولة مشروعاً جاداً لإعادة بناء منظومة الأمن القومى العربى نحن أمام تحدٍ غير مسبوق يفرض على الجميع حكومات وشعوباً أن يستفيقوا من وهم الحماية الأمريكية، وأن يعيدوا التفكير فى حقيقة التحالفات وخيارات المستقبل.
وليعلم الجميع أن العدوان على قطر ليس نهاية القصة لكنه بداية مرحلة جديدة من الصراع، وعلى العرب أن يقرروا إما أن يكونوا أمة قادرة على حماية نفسها، أو أن يظلوا ساحات مفتوحة لعدوان لا يتوقف..
حفظ الله مصر .. حفظ الله الجيش