فيلم وثائقي جديد يعيد بوب ديلان إلى الواجهة ويكشف عن كنوز موسيقية منسية
في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، انطلقت عروض الفيلم الوثائقي الجديد نيوبورت والحلم الشعبي العظيم الذي يستعرض مرحلة محورية من تاريخ الموسيقى الشعبية الأمريكية ويعيد تسليط الضوء على أسطورة الموسيقى بوب ديلان.
ويأتي هذا الفيلم في أعقاب النجاح الكبير الذي حققه الفيلم السيرة الذاتية مجهول بالكامل الذي قام ببطولته تيموثي شالاميت وجذب جيلاً جديدًا نحو أعمال ديلان.
أرشيف نادر يعيد كتابة تاريخ مهرجان نيوبورت
اعتمد المخرج روبرت جوردون على 90 ساعة من لقطات الأرشيف النادرة التي صوّرها المخرج الراحل موراي ليرنر خلال مهرجان نيوبورت الشعبي في الستينيات.
وتشكل هذه اللقطات التي بقيت لعقود محفوظة دون عرض، اليوم أساسًا بصريًا ثريًا للفيلم وتُبرز لحظات موسيقية خالدة من أداء أساطير مثل جوان بايز وبيت سيجر وبيتر وبول وماري وجون لي هوكر.
ديلان والنزاع مع مجتمع الفولك
الحدث المحوري في الفيلم يبقى الأداء الشهير لبوب ديلان عام 1965 حين استخدم الغيتار الكهربائي بدلًا من الصوتي، ما أثار غضب المحافظين في ساحة الموسيقى الشعبية وأدى إلى صيحات استهجان من الجمهور.
وأصبحت هذه اللحظة التي تُعد نقطة تحول في مسيرة ديلان اليوم رمزًا للتمرد الموسيقي وتحدي التقاليد الفنية.
أصوات منسية وأثر لا يُمحى
الفيلم لا يقتصر على النجوم الكبار بل يمنح مساحة لأصوات إقليمية ومغنيي غوسبل وعمال خشب قدموا عروضًا كانت جزءًا أساسيًا من رؤية مهرجان نيوبورت.
ويبرز أيضًا موسيقيون من مجتمع الأمريكيين من أصول أفريقية مثل مادي ووترز وسكيب جيمس وتاج محل، الذين لعبوا دورًا في تشكيل المشهد الموسيقي الأمريكي.
الموسيقى كأداة مقاومة سياسية
جوردون لم يغفل السياق السياسي الذي كان يحيط بتلك المرحلة. الفيلم يتناول الاحتجاجات ضد حرب فيتنام والحراك من أجل الحقوق المدنية وصعود الرئيس جون كينيدي واغتياله.
وشددت محررة الفيلم لورا جين هوكينج على أهمية دور الفنانين في الحديث عن القضايا الكبرى واستخدام أصواتهم لمواجهة الظلم والعنصرية.
مهرجان البندقية يحتفي بالأفلام الوثائقية
يُعد نيوبورت والحلم الشعبي العظيم أحد أبرز الأفلام الوثائقية المشاركة في المهرجان هذا العام إلى جانب أعمال لمخرجين عالميين مثل الأفيال الشبح لفيرنر هرتزوج والتغطية عن الصحفي سيمور هيرش للمخرجة لورا بويتراس.
ورغم وجود فيلم واحد فقط ينافس على جائزة الأسد الذهبي، إلا أن الدورة الحالية تؤكد أن الوثائقي لا يزال يحتفظ بقوته كأداة فنية وتوثيقية.