واشنطن تحذر: «إسرائيل ستنهى المهمة»
جلسة لحكومة لبنان لـ «نزع السلاح».. وحزب الله يهدد بـ «الشارع»

عقدت الحكومة اللبنانية، أمس، جلسة للاطلاع على خطة صاغها الجيش لتنفيذ قرارها الخاص بحصر السلاح، وسط أجواء تختبر تماسك الحكومة، وفى ظل تصعيد من «حزب الله» الذى يطالب بالتراجع عن قرار حصر السلاح ويلوح بتحريك الشارع.
وقدم رئيس الجمهورية، جوزيف عون، أفكارا ومقترحات تسعى لترسيخ الاستقرار الداخلى، وحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، بشكل لا يلغى قرارات تنفيذ حصرية السلاح، ويجنب حدوث أى مشاكل سياسية فى لبنان.
ويتمثل أحد المقترحات فى صدور بيان بعد الجلسة يؤكد قرار حصر السلاح بما يتطابق مع البيان الوزارى وخطاب قسم رئيس الجمهورية، من دون تحديد مهل زمنية للتنفيذ، كما يتضمن تشديداً على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلى من المواقع المحتلة فى جنوب لبنان.
وانتشر الجيش اللبنانى، أمس، فى بيروت والضاحية الجنوبية وعلى الطرقات الأساسية المؤدية إلى القصر الجمهورى، وذلك قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الوزراء المقررة للبحث فى خطة نزع السلاح، وجاءت هذه الإجراءات الأمنية فى إطار رفع مستوى الجهورية، تحسبا لأى تحركات ميدانية أو احتجاجات قد ترافق انعقاد الجلسة.
كما شهدت بيروت فجر أمس، مشهدا غير مألوف يتمثل فى عشرات اللوحات الإعلانية الضخمة والتى تحمل عبارات مؤيدة للجيش والسلطة الشرعية، أبرزها «كلنا معكم» على خلفية صور جمعت رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، كما ارتفعت على طول طريق مطار رفيق الحريرى الدولى لافتات عملاقة لجنود الجيش اللبنانى، كتب عليها «كلنا معكم» بخط عريض، فى مشهد اعتبره كثيرون إعلانا صريحا لدعم الجيش فى لحظة سياسية حساسة.
واعتبر البعض أن ذلك يمثل رسالة دعم للمؤسسة العسكرية باعتبارها الضامن لوحدة لبنان، فيما رأى آخرون أنها تذكير للحكومة بأن الشارع يراقب ويمنح ثقته لمن يحميه على الأرض.
ومن جانبها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حذرت قبيل الاجتماع الوزارى، من أن الوقت ينفد أمام قادة لبنان لنزع سلاح جماعة حزب الله المسلحة قبل أن يخاطروا بفقدان الدعم المالى الأمريكى والخليجى العربى، وحتى حملة عسكرية إسرائيلية متجددة.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسئولين أمريكيين، القلق الأمريكى من احتمال تراجع الحكومة اللبنانية عن اتخاذ موقف حازم تجاه حزب الله، وجاء هذا التحذير فى وقت يصفه مسئولون أمريكيون بأنه لحظة حرجة فى تاريخ لبنان، حيث تدرس حكومة لبنان خطة لإجبار حزب الله على تسليم أسلحته.
وتضغط الولايات المتحدة على الحكومة اللبنانية للتصرف بحزم وعدم الرضوخ لتهديدات حزب الله بالتحريض على العنف.
وقال مسئولين فى الإدارة الأمريكية، إنهم يخشون من أن تحجم الحكومة البرلمانية اللبنانية عن مواجهة محتملة مع حزب الله، وحذر أحد المسئولين من أن التقاعس أو اتخاذ إجراءات جزئية قد يدفع الكونجرس إلى قطع التمويل الأمريكى السنوى البالغ حوالى 150 مليون دولار للقوات المسلحة اللبنانية.
وأكد مسئولون أمريكيون أن الخطر الأكبر على لبنان من التأخير أو الإجراءات غير المكتملة هو أن إسرائيل ستخلص إلى أنها يجب أن «تنهى المهمة»، من خلال حملة عسكرية متجددة قد تسبب أضرارا وخسائر فادحة.
وقد أنشأت إسرائيل بالفعل عدة مواقع عسكرية فى جنوب لبنان ردا على ما تسميه فشل حزب الله فى الالتزام بوقف إطلاق النار لعام 2024، يعتقد بعض المحللين أن إسرائيل قد تنشئ «منطقة أمنية» خالية من السكان فى جنوب لبنان، كما فعلت فى منتصف الثمانينيات.