قطوف
من زاوية عبرية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

إلى شيرين أبوعاقلة
وكل الصحفيين المقهورين فى فلسطين
يقول مراسل ف القطاع:
هنشوف معاكم من بعيد..
«عيل بيلعب جنب بيت
ومعاه حَمَام أبيض جميل،
حَدَف الحمام فوق للسما
طار الحمام رفرف بعيد
شَاوِر بغُصن زَتون يمين.. راح الحمام،
شَاوِر بغُصن زَتون شِمال.. رِجع الحَمام،
وفجأة وقع الواد ومات.
نزل الحَمام على جثته بصوت الهَديل
قالوا الشهود:
كان صوته أعلى م الرصاص،
وهتفوا عايزين القصاص،
فبَاتوا طالبين الخلاص».
نزل الخبر..
نفس المشاهد والتتابع ع الشاشات
ف العالم الأول ودول الحريات،
لكنه كان برواية تانية مطولة،
وأضاف مذيع النشرة واتعنطز وقال:
هنشوف معاكم من بعيد
لقطات فريدة موثقة
فيها الحقيقة الكاملة.
«العنصر الإجرامى مات قبل اشتباك،
ولقى المُخرب مصرعه
ف محاولة فاشلة ومجرمة
لنقل بيانات أو وثائق قد تحرّض ضدنا
رصدوها طايرة مع الحمام،
وعن الحمام.. مسروق أكيد،
ودى أرضنا..
أما الرصاص ده رَدْنا».
وتهمة تالتة هتعفوا عنها بسرعة سُلطات الدفاع،
وهيّ تخريب الطبيعة.. وقطع شجرة مثمرة
من غير ما ياخد إذن مصلحة الجناين والمشاتل ف البلاد.
ونوضح إن الشجرة مَوْضِع الاعتداء،
دى كان زارعها جدنا من ألف عام قبل التاريخ.
وف الختام..
حابين نأكد إننا حَرَس السلام
ولحقنا مجرم مبتدئ
من قبل ما ينشف دراعه قوام قوام
ويشيل سلاح ضد الكيان،
عيل صحيح..
لكنه مش مصدر أمان،
ممكن يهدد أمن كل الكون بحاله ده لو نحب
وإحنا الحقيقة المطلقة
والباقى وَهْم هينتهى.
ومن يومها..
مات 100 مُراسل ع المباشر ف القطاع
بسُترة الإعلام PRESS،
لما اتحجب صوت العرب.
