رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ميتا تفكر في دمج نماذج جوجل وأوبن إيه آي لدعم تقنياتها الذكية

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة تعكس شدة المنافسة داخل سباق الذكاء الاصطناعي، كشف تقرير حديث لموقع The Information أن شركة ميتا لا تكتفي بالاعتماد على تقنياتها الداخلية، بل تدرس الاستعانة بنماذج من منافسيها الرئيسيين مثل جوجل وأوبن إيه آي لتطوير روبوت الدردشة Meta AI وتعزيز قدراته التفاعلية. 

هذه الخطوة قد تمثل تحولا استراتيجيا في نهج الشركة، وتكشف عن استعدادها للتعاون مع المنافسين للحفاظ على موقعها في سوق يشهد سباقًا محمومًا.

بحث في دمج Google Gemini مع Meta AI

بحسب التقرير، قادة مختبر Meta Superintelligence Lab درسوا إمكانية دمج نموذج Google Gemini داخل Meta AI، الهدف هو تمكين روبوت الدردشة من تقديم إجابات نصية أكثر دقة وتفاعلية لأسئلة المستخدمين داخل تطبيقات ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، هذا التوجه يعكس إدراك ميتا للتطورات السريعة في نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة، ورغبتها في سد الفجوة التقنية مع جوجل التي حققت تقدمًا ملحوظًا عبر Gemini.

خطط ميتا تتجاوز جوجل

لم يقتصر الأمر على التعاون مع جوجل فقط. فبحسب التقرير، أجرت ميتا أيضًا مناقشات حول استخدام نماذج OpenAI التي تقف وراء ChatGPT، لدعم ميزاتها الذكية. هذه التحركات، إذا تمت، ستجعل ميتا أول شركة تكنولوجية كبرى تمزج بين نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة وتعيد توظيفها في بيئتها الخاصة، ما قد يفتح الباب أمام تحالفات غير متوقعة في المستقبل.

ورغم هذه الانفتاحات، تؤكد ميتا أن خطتها طويلة المدى تركز على تطوير نماذجها الخاصة، وعلى رأسها Llama AI. ووفقًا للتقرير، فإن الاستعانة بنماذج خارجية سيكون مجرد إجراء مؤقت يهدف إلى تحسين أداء منتجاتها لحين الوصول إلى مستوى منافس عالميًا. هذا النهج يتيح للشركة المحافظة على مكانتها التنافسية، مع الاستفادة من نقاط قوة المنافسين كمرحلة انتقالية.

في تعليق رسمي، أوضح متحدث باسم ميتا أن الشركة تتبع "نهجًا شاملًا لبناء أفضل منتجات الذكاء الاصطناعي"، يشمل التعاون مع أطراف خارجية إلى جانب الاستثمار في تطوير نماذجها الداخلية. الرسالة واضحة: ميتا تدرك أن المنافسة تتطلب مرونة، وأن السباق نحو الذكاء الاصطناعي الفائق لا يحتمل الاعتماد على مسار واحد فقط.

التقرير أشار أيضًا إلى أن موظفي ميتا لديهم بالفعل وصول إلى نماذج من شركة Anthropic*، تُستخدم لتشغيل مساعد برمجة داخلي. هذه الخطوة تكشف عن نهج الشركة العملي الذي يعتمد على تنويع مصادر المعرفة والتقنية، بدلًا من الاكتفاء بحلولها الخاصة.

في موازاة ذلك، تعمل ميتا على استقطاب أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقدم حزم تعويضات سخية لجذب خبراء من شركات منافسة مثل جوجل وأوبن إيه آي. الهدف النهائي هو تعزيز مختبرها الخاص بالذكاء الفائق Meta Superintelligence Lab، الذي تراهن عليه الشركة لقيادة المرحلة المقبلة من المنافسة.

ما تقوم به ميتا يعكس واقعًا جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي: لم يعد الصراع قائمًا فقط على من يبني النموذج الأفضل، بل أيضًا على من يستطيع الاستفادة من تقنيات الآخرين وتوظيفها بشكل أسرع وأكثر فاعلية. بينما تحاول جوجل وأوبن إيه آي ترسيخ هيمنتهما عبر نماذج قوية، تسعى ميتا لاقتناص ميزة عبر الجمع بين أفضل التقنيات مع الاستثمار طويل الأمد في تطوير نماذجها الخاصة.

هذه الخطوات، إذا أثمرت، قد تمنح ميتا دفعة قوية لتثبيت مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي الذي يزداد ازدحامًا. لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل سينجح نهج التعاون المؤقت في تعويض الفجوة مع المنافسين، أم أن الاعتماد على نماذج خارجية سيضعف صورة ميتا كشركة رائدة في بناء تقنياتها الخاصة؟