رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الرياضة لا تغيّر الجسم فقط.. بل تعيد "برمجة" أمعائك!

بوابة الوفد الإلكترونية

في السنوات الأخيرة بدأنا نسمع بشكل متزايد عن العلاقة بين صحة الأمعاء وبقية الجسم. الدراسات أظهرت أن الميكروبيوم (مجموعة الميكروبات التي تعيش في الجهاز الهضمي) يلعب دوراً أساسياً في تنظيم عمليات مختلفة داخل الجسم، بما في ذلك المناعة، والهضم، وحتى التأثير على المزاج.

 

التمارين الرياضية، كما ذكرت، يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على هذه الميكروبات، ويبدو أن لها القدرة على "إعادة تنظيمها" لتصبح أكثر تنوعًا وصحة. هذا التنوع يمكن أن يحسن الهضم ويدعم الجهاز المناعي.

أمعاء الرياضيين مختلفة

فقد وجد الباحثون في جامعة إديث كوان (ECU) بأستراليا، أن شدة التمرين وكثافته تُحدثان تغييرات واضحة في مجتمع الميكروبات داخل الجهاز الهضمي، وفقاً لما نشره موقع New Atlas نقلا عن دورية International Society of Sports Nutrition.

 

وأكدت الباحثة برونوين تشارلزون أن الرياضيين يتمتعون بتنوع ميكروبي أكبر ونسب أعلى من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، المرتبطة بصحة بطانة الأمعاء وتقليل الالتهابات.

 

وأُجريت الدراسة على 23 مُجدّفاً عالي الأداء، حيث قارن الباحثون بين فترة تدريبهم المكثف قبل بطولة وطنية، وفترة "الراحة" ذات الأحمال الأقل.

 

وخلال فترة التدريب المكثف، ارتفع مستوى الزبدات من 64 إلى 105 مليمول/لتر، والبروبيونات من 91 إلى 121 مليمول/لتر، ما انعكس على تحسين الهضم وزيادة حركة الأمعاء.

 

"تغذية" البكتيريا

كما أوضح الباحثون أن التمارين المكثفة ترفع مستويات اللاكتات الناتج عن العضلات، والذي يصل إلى الأمعاء حيث يُستهلك من بعض الميكروبات ويتحول إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة، تساعد بدورها على تنظيم درجة الحموضة ودعم نمو ميكروبات نافعة.

 

وخلال مواسم الراحة، ومع بقاء كمية البروتين والكربوهيدرات والألياف شبه الثابتة، تراجعت جودة النظام الغذائي للمشاركين: استهلاك أقل للفواكه والخضراوات، واعتماد أكبر على المأكولات الجاهزة.

 

والنتيجة كانت تباطؤ الهضم، وانخفاض مستويات الأحماض الدهنية القصيرة، وتراجع وفرة البكتيريا المفيدة.

 

رسالة واضحة

إلى ذلك خلصت الدراسة إلى أن شدة التمارين نفسها عامل حاسم في تشكيل بيئة الأمعاء، وليس مجرد اتباع نظام غذائي صحي.

 

سواء عبر صالة الألعاب، ركوب الدراجة، أو حتى المشي السريع، فإن النشاط البدني المنتظم يسهم في تعزيز صحة الأمعاء ويضيف بعدًا جديدًا إلى قائمة فوائد الرياضة المتعددة.