رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جوجل تعيد إحياء خدمة الترجمة بتحديث ذكي ينافس تطبيقات تعلم اللغات

Google Translate
Google Translate

على الرغم من شعبيتها الهائلة حول العالم، لم تحظَ خدمة Google Translate بالكثير من الأضواء في السنوات الأخيرة، إلا أن جوجل قررت قلب المعادلة مؤخرًا بإطلاق تحديث كبير يضيف ميزات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تجعل التطبيق لا يقتصر فقط على الترجمة الفورية، بل يمتد ليصبح أداة قوية لتعلم اللغات، قد تُشكل منافسًا جديًا لتطبيقات رائدة مثل Duolingo.

أشارت جوجل إلى أن المستخدمين يرون أن أصعب جوانب تعلم أي لغة جديدة تتمثل في المحادثة، أي القدرة على الاستماع والتحدث بثقة، ولهذا، تقدم الشركة الآن ميزة مبتكرة لممارسة اللغة على أنظمة Android وiOS.

الميزة الجديدة تبدأ بجلسة مخصصة، حيث يسأل التطبيق المستخدم عن اللغة التي يرغب في تعلمها – مثل الإسبانية – ومستواه الحالي فيها، ثم يستفسر عن دوافعه لتعلم تلك اللغة، مثل السفر أو العمل أو الدراسة، بعد ذلك، ينشئ التطبيق سيناريوهات عملية تُحاكي مواقف الحياة اليومية، تسمح للمستخدم بالاستماع إلى محادثات أو المشاركة فيها، مع تقديم نصائح لحظية تساعده على تحسين النطق وفهم السياق.

ولإضفاء المصداقية الأكاديمية على التجربة، أوضحت جوجل أن الميزة طُوّرت بالتعاون مع خبراء في التعليم وبناءً على أحدث الأبحاث في مجال اكتساب اللغات، التطبيق لا يكتفي بعرض المحادثات فقط، بل يتابع التقدم اليومي للمستخدم ويحفزه على تطوير مهاراته بشكل مستمر.

وفي تصريحات إعلامية، قال مات شيتس، مدير المنتجات في جوجل: "ما نقدمه الآن يُكمل بالفعل الأنشطة التعليمية الأخرى، سواءً كان المستخدم يتلقى دروسًا في بيئة تعليمية رسمية أو يجرب الانغماس الذاتي، فإن هذه الأداة تعزز خبرته وتساعده على التطور بشكل أسرع".

بعد فترة من الاختبارات الأولية، أصبح برنامج تعلم اللغات الجديد متاحًا كتجربة تجريبية لمجموعات أكبر. حالياً يستفيد منه المتحدثون باللغة الإنجليزية الذين يتعلمون الإسبانية أو الفرنسية، إضافةً إلى المتحدثين بالإسبانية والفرنسية والبرتغالية الراغبين في تحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية. ومن المتوقع أن تتوسع الخدمة لتشمل المزيد من اللغات قريبًا.

 محادثات مباشرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

واحدة من أبرز الإضافات هي ميزة المحادثات المباشرة التي ترفع من قدرات الترجمة الفورية داخل تطبيق Translate. بدلاً من الاقتصار على الترجمة النصية أو الصوتية المنفصلة، يمكن للمستخدم الآن إجراء حوار مباشر مع شخص آخر بلغة مختلفة، حيث تُترجم الكلمات فورياً وتظهر مكتوبة على الشاشة مع النطق الصوتي باللغتين.

الميزة أصبحت متاحة بالفعل على هواتف Android وiOS، بمجرد الضغط على خيار "الترجمة المباشرة"، يحدد المستخدم اللغتين، ثم يبدأ التطبيق في إدارة الحوار بشكل طبيعي، مع مراعاة فترات التوقف، واللهجات، ونبرات الصوت لجعل المحادثة أكثر واقعية.

تقنيات جيميني لتعزيز التجربة

تستند الميزة إلى أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي من جوجل Gemini، والمتخصصة في التعرف على الكلام وعزل الضوضاء. ووفقًا للشركة، فإن النظام الجديد يحقق أداءً أفضل في البيئات المزدحمة مثل المقاهي أو المطارات. كما يدعم التحديث 70 لغة مختلفة، بينها العربية والهندية والإسبانية والفرنسية والكورية والتاميلية.

وأكدت جوجل أن هذه النماذج ساعدت في رفع جودة الترجمة بشكل ملحوظ، إضافة إلى تحسين قدرات تحويل النص إلى كلام (TTS)، وهو ما يجعل التجربة أقرب إلى التفاعل الإنساني الحقيقي. الميزة متاحة حاليًا في الولايات المتحدة والهند والمكسيك، على أن تصل إلى دول أخرى تدريجيًا.

بهذا التحديث، يبدو أن Google Translate تجاوز حدود كونه مجرد أداة للترجمة، ليضع نفسه في منافسة مباشرة مع تطبيقات تعليم اللغات، فبينما يتفوق Duolingo في الجوانب التفاعلية والألعاب التعليمية، فإن جوجل تراهن على قوة الذكاء الاصطناعي وقدرتها على تقديم تجربة واقعية للمحادثة، وهو ما قد يجعلها الخيار الأول للمستخدمين الراغبين في تطوير مهاراتهم بسرعة.

مع هذا التطوير الكبير، تؤكد جوجل أن خدمة Google Translate ليست مجرد أداة مساعدة للسفر أو العمل، بل منصة متكاملة يمكن أن تغير طريقة تعلم اللغات حول العالم. ومع الانتشار التدريجي للميزات الجديدة، قد نشهد تحولًا كبيرًا في سوق تطبيقات تعلم اللغات، حيث تصبح المحادثة الطبيعية هي ساحة المنافسة الأهم.