جوجل تفرض التحقق من هوية المطورين لحماية مستخدمي أندرويد من التطبيقات الضارة

في خطوة وُصفت بأنها من أهم إجراءات الأمان التي اتخذتها في السنوات الأخيرة، أعلنت شركة جوجل عن إطلاق ميزة جديدة تُلزم مطوري تطبيقات أندرويد بالتحقق من هوياتهم قبل السماح للمستخدمين بتحميل تطبيقاتهم من خارج متجر Google Play. وتأتي هذه الخطوة بعد نتائج دراسة حديثة كشفت أن البرامج الضارة الموجودة في التطبيقات الخارجية أكثر بخمسين مرة مقارنةً بتلك المتاحة عبر متجر بلاي الرسمي.
لماذا اتخذت جوجل هذا القرار؟
أكدت الشركة أن الهدف الأساسي من هذا التغيير هو تعزيز حماية المستخدمين من الجهات الخبيثة التي تستغل التطبيقات غير الرسمية لنشر البرمجيات الضارة وعمليات الاحتيال. فمن خلال معرفة هوية المطور مسبقًا، ستتمكن جوجل من وضع حاجز أمني إضافي يمنع المخاطر المحتملة قبل أن تصل إلى أجهزة المستخدمين.
وصرّحت جوجل في بيانها: "نريد أن نوفر بيئة أكثر أمانًا لمستخدمي أندرويد، والتحقق من هوية المطورين هو جزء من التزامنا المستمر بحماية النظام البيئي من التطبيقات الخبيثة."
كيف سيُطبق التحقق من الهوية؟
أوضحت جوجل أن جميع التطبيقات التي تُوزَّع على أجهزة أندرويد المعتمدة يجب أن تكون مسجلة باسم مطورين موثقين. وتشمل الأجهزة المعتمدة تقريبًا جميع هواتف أندرويد في الولايات المتحدة وأوروبا طالما أنها مرتبطة بخدمات جوجل بلاي.
ولتنفيذ الخطة، تعمل الشركة حاليًا على إنشاء وحدة تحكم جديدة للمطورين، مخصصة لأولئك الذين يوزّعون تطبيقاتهم خارج متجر بلاي. من خلال هذه الوحدة، سيتمكن المطور من إجراء التحقق من الهوية بسرعة، بالإضافة إلى تسجيل أسماء الحزم الخاصة بتطبيقاته.
وشبّهت جوجل العملية الجديدة بإجراءات التحقق في المطارات: فالأمر لا يتعلق بمراجعة محتوى التطبيق نفسه، بل بالتأكد فقط من هوية المطور الذي يقف وراءه.
هل يمنع ذلك حرية التوزيع؟
أكدت الشركة أن هذا التغيير لن يحدّ من حرية المطورين في نشر تطبيقاتهم عبر متاجر بديلة أو قنوات مباشرة. الهدف هو إضافة طبقة أمان إضافية دون التدخل في خيارات المطورين أو المستخدمين. وبذلك، يظل بإمكان الشركات والأفراد الاستمرار في توزيع تطبيقاتهم عبر المنصات المختلفة، لكن بعد اجتياز التحقق من الهوية.
متى يبدأ التنفيذ؟
ستبدأ جوجل في تطبيق الميزة الجديدة أواخر عام 2026 في أربع دول مبدئية هي: البرازيل، وسنغافورة، وإندونيسيا، وتايلاند. وبعد مرحلة الاختبار الأولية، سيتم تعميم الإجراء على مستوى عالمي تدريجيًا.
ماذا يعني ذلك لمستقبل أندرويد؟
من الواضح أن جوجل تسعى إلى سدّ الثغرات الأمنية التي لطالما استغلها القراصنة عبر التطبيقات الخارجية. ومع الانتشار المتزايد للهجمات الإلكترونية والبرمجيات الضارة، فإن التحقق من هوية المطور يمثل نقلة نوعية في سياسات الأمان الخاصة بنظام أندرويد.
بالنسبة للمستخدمين، سيشعرون بقدر أكبر من الاطمئنان عند تحميل التطبيقات من مصادر بديلة، حيث سيعرفون أن وراء كل تطبيق مطورًا مُسجّل الهوية. أما بالنسبة للمطورين، فقد يمثل هذا التغيير عبئًا إضافيًا في البداية، لكنه في النهاية يُعزز الثقة بين المنتج والمستخدم.
بإطلاق هذه الخطوة، تؤكد جوجل أنها جادة في مواجهة التحديات الأمنية المتنامية. ورغم أن التنفيذ الكامل لن يتم قبل عام 2026، فإن الإعلان المبكر يمنح المطورين فرصة كافية للاستعداد. وفي النهاية، يبدو أن المستفيد الأكبر سيكون مستخدمي أندرويد الذين سيحصلون على تجربة أكثر أمانًا في عالم التطبيقات.