ترامب يطلق "استوديو التصميم الوطني" لتحسين الخدمات الرقمية الحكومية بقيادة مؤسس Airbnb

في خطوة جديدة تستهدف تحديث البنية الرقمية للوكالات الفيدرالية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن إنشاء كيان جديد تحت اسم "استوديو التصميم الوطني"، وذلك بموجب أمر تنفيذي وقّعه مؤخرًا. ووفقًا لما نقلته وكالة رويترز، سيُعيّن جو جيبيا، المؤسس المشارك لشركة Airbnb، رئيسًا لهذه المنظمة الناشئة التي يُتوقع أن تعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها المواطنون مع الخدمات الإلكترونية الحكومية.
استوديو جديد بمهام محددة
الهدف الأساسي من "استوديو التصميم الوطني" هو تحسين كفاءة الخدمات الرقمية، وضمان سهولة الوصول إليها وجعلها أكثر جاذبية من الناحية البصرية. وتشير تقارير إعلامية إلى أن الاستوديو سيعمل على توحيد تصميم المواقع الإلكترونية الفيدرالية، بما يضمن تقليل التكاليف المهدرة في إعادة تصميم منصات متفرقة، وتقديم تجربة رقمية أكثر سلاسة للمواطنين والشركات على حد سواء.
وسيُغلق الاستوديو رسميًا بعد ثلاث سنوات من مغادرة ترامب منصبه، ما يعني أن مهمته مؤقتة ومرتبطة بالإدارة الحالية، مع وجود مدير إداري يشرف على عمله ويرفع تقاريره إلى رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز.
مقارنة مع وزارة "كفاءة الحكومة"
يرى بعض المراقبين أن هذا المشروع يمثل نسخة مبسطة من وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) التي أنشأها ترامب في وقت سابق وقادها الملياردير إيلون ماسك. كانت الوزارة تركز على خفض الإنفاق الحكومي المفرط وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وقد لعبت دورًا بارزًا في إعادة هيكلة الجهاز الإداري من خلال تسريح مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين وإلغاء وكالات بأكملها.
إلا أن نشاط الوزارة تراجع بشكل ملحوظ بعد انسحاب ماسك من منصبه كمستشار لترامب، ما أثار تساؤلات حول مستقبلها. وحتى الآن، لم يتضح ما إذا كانت وزارة كفاءة الحكومة ستواصل عملها إلى جانب "استوديو التصميم الوطني" أو سيتم استبدالها بالكامل.
دور جو جيبيا وخبراته
اختيار جو جيبيا لقيادة الاستوديو ليس من قبيل الصدفة. فقد اشتهر جيبيا كرائد أعمال في مجال التكنولوجيا والابتكار الرقمي بصفته أحد مؤسسي منصة Airbnb العالمية. ووفقًا لتقارير رويترز، سيتولى جيبيا منصب رئيس التصميم في الاستوديو، حيث سيقود جهود تحسين جماليات واجهات الاستخدام وتجربة التفاعل بين المواطنين والحكومة عبر الإنترنت.
الاستعانة بخبراته في مجال التصميم وتجربة المستخدم (UX) قد تعزز من قدرة الحكومة الفيدرالية على تقديم خدمات أكثر بساطة وعملية، خصوصًا في وقت تتزايد فيه توقعات المواطنين بشأن سرعة وكفاءة المنصات الحكومية الرقمية.
رؤية سياسية أم خطوة عملية؟
يرى مراقبون أن إطلاق "استوديو التصميم الوطني" قد يكون جزءًا من مساعي ترامب لتعزيز صورته كزعيم يسعى إلى تحديث الإدارة الحكومية وتخفيض تكاليفها، عبر مقاربة تركز على التكنولوجيا والابتكار بدلًا من البيروقراطية التقليدية.
لكن آخرين يحذرون من أن المشروع قد يواجه تحديات تتعلق بالتمويل، والبيروقراطية الداخلية، وكذلك بمدى تعاون الوكالات الفيدرالية المختلفة مع كيان جديد يسعى لإعادة هيكلة أنظمتها الرقمية.
مستقبل الخدمات الرقمية الأمريكية
مع تزايد اعتماد المواطنين على الخدمات الإلكترونية لإنجاز مهام حياتهم اليومية – من دفع الضرائب إلى التقديم على برامج الدعم الفيدرالي – فإن إنشاء هذا الاستوديو قد يمثل خطوة استراتيجية نحو حكومة أكثر كفاءة وشفافية.
وبينما يبقى مصير وزارة "كفاءة الحكومة" غير واضح، فإن استوديو التصميم الوطني يُنظر إليه كأداة أكثر تخصصًا، تركز على تحسين تجربة المستخدم وتقليل التكاليف، بدلًا من عمليات التسريح والإصلاحات الجذرية التي أثارت جدلًا واسعًا في الماضي.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح ترامب وجيبيا في تحويل "استوديو التصميم الوطني" إلى قصة نجاح حكومية تُحدث تحولًا حقيقيًا في الخدمات الرقمية، أم أن المشروع سيلقى نفس مصير المبادرات السابقة التي تراجعت مع مرور الوقت؟