رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

اﻟﺤﺠﺎرة.. ﺗﺴﻘﻂ ﻫﻴﺒﺔ رﺋﻴﺲ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻦ

بوابة الوفد الإلكترونية

انهالت الحجارة والزجاجات على الرئيس الأرجنتينى خافيير ميلى فى قلب حملته الانتخابية قرب العاصمة بوينس آيرس ، لتتحول لحظة استعراض شعبيته إلى مشهد فوضوى يفضح هشاشة موقفه وهو غارق فى وحل فضيحة فساد تهز أركان حكمه. لم يصاب الرئيس الشعبوى اليمينى بجروح، لكن صور انسحابه المسرع وسط صيحات الغضب كانت كافية لترسم عنوانًا سياسيًا لمرحلة مضطربة.

كان ميلى يلوح لأنصاره من مؤخرة شاحنة صغيرة فى مدينة لومس دى زامورا، معقل المعارضة، حين دوى الغضب الشعبى بالحجارة والنباتات والزجاجات، ليجبر موكبه على الانسحاب السريع برفقة شقيقته كارينا ميلي، المستشارة الأقوى داخل القصر الرئاسى والمتهمة فى قلب الفضيحة. وبمجرد مغادرته حتى انفجرت اشتباكات بين مؤيديه ومعارضيه، لتتجسد حالة الانقسام التى تفتك بالمشهد الأرجنتيني.

الفضيحة التى تلاحق ميلى وشقيقته ليست مجرد رواية إعلامية عابرة، بل قضية تهز الضمير العام. فقد فجر رئيس وكالة الإعاقة السابق، دييجو سبانيولو، تسجيلات صوتية مدوية اتهم فيها كارينا باختلاس أموال مخصصة لذوى الإعاقة. تسريبات وصفت بأنها «قنبلة سياسية» شغلت الرأى العام لأيام، بينما اضطر ميلى لكسر صمته معلنًا بحدة: «كل ما يقوله كذب... سنقدمه للعدالة ونفضحه».

لكن كلمات ميلى لم تطفئ النار. فى الشارع، كان الغضب يتحدث بلغة أخرى. رامون، أحد المتقاعدين الذين شاركوا فى الاحتجاج، قال بمرارة: «جاء ميلى ليستفزنا، وكان عليه أن يرحل، وهو ما فعل». فى المقابل، وقف مؤيدون مثل أرييل فيرارى للدفاع عنه، معلنين أنهم يقاتلون تحت رايته «لتحرير أمريكا اللاتينية والعالم من الأفكار الاشتراكية والماركسية التى أثبتت فشلها».

المعركة الآن لم تعد حول الاقتصاد فقط، بل حول شرعية الرئيس نفسه. فبعد أن بنى خطابه على وعود بالتحول الجذرى وإنقاذ اقتصاد يترنح تحت ثقل التضخم، وسوّق نفسه كمنقذ نجح فى تحقيق فائض فى الميزانية عبر خفض الإنفاق، يجد ميلى أن إنجازه قد ييسحق تحت ثقل الاتهامات التى تطال أقرب مستشاريه وأكثرهم نفوذًا.

الانتخابات التشريعية المقبلة فى أكتوبر لم تعد مجرد محطة ديمقراطية روتينية، بل تحولت إلى معركة حياة أو موت سياسى لرجل يقدّم نفسه باعتباره صاعقة على النظام القديم. ما جرى فى لومس دى زامورا كان أكثر من حادثة رشق بالحجارة؛ كان رسالة دامغة بأن الحملة الانتخابية دخلت طور النار، وأن الرئيس الذى اعتاد أن يصنع الجدل صار الآن هدفًا لغضب الشارع، بين فضائح تتصاعد وخصوم يستعدون لإسقاطه عبر صناديق الاقتراع.