رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كان أزهر اللون.. هيئة كبار العلماء تؤكد على الأوصاف النبوية التي رواها الصحابة

بوابة الوفد الإلكترونية

في إطار إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، أعادت هيئة كبار العلماء التأكيد على الأوصاف النبوية التي رواها الصحابة الكرام عن رسول الله ﷺ، والتي تكشف عن مدى جماله وبهائه، ليس فقط في خلقه وخُلقه، بل حتى في ملامحه ولون بشرته المباركة.

وقد روى الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه وصفًا دقيقًا للون بشرة النبي ﷺ فقال: «لم يكن رسول الله ﷺ بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، بل كان أزهر اللون».

معنى «أزهر اللون»

توضح كتب السيرة والشمائل المحمدية أن وصف «أزهر اللون» يعني أن بياض بشرة النبي ﷺ كان مشربًا بحُمرةٍ جميلة، فكان لونه متوازنًا بين الصفاء والنضارة.

 لم يكن بياضًا باهتًا مائلًا إلى الشحوب كما يُفهم من لفظ «الأمهق»، وهو شدة البياض التي تُشبه لون الجير، كما لم يكن أسمر داكنًا كما يُفهم من لفظ «آدم».
إنما اجتمعت في بشرته صفة بهاء فريدة تجمع بين الصفاء والحيوية، مما جعل ملامحه ﷺ أبهى ما تكون.

الصورة المتكاملة للنبي ﷺ

وتؤكد هيئة كبار العلماء أن وصف أنس رضي الله عنه يتكامل مع ما جاء في روايات أخرى عن الصحابة، فقد ورد أن وجه النبي ﷺ كان مستنيرًا كالقمر ليلة البدر، وأنه كان إذا ابتسم أضاءت أساريره حتى ينعكس نوره على من حوله.

كما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حين قال: «كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خَلقًا». وفي رواية أخرى: «رأيته في حُلّة حمراء، لم أر شيئًا قط أحسن منه».

دلالات الوصف النبوي

تؤكد الهيئة أن هذا الوصف ليس مجرد تصوير لملامح شكلية، بل هو انعكاس للنور المحمدي الذي جمع الله به بين جمال الصورة وكمال الأخلاق.


فاللون «الأزهر» يعبر عن الاعتدال والتوازن، وهي صفة تتفق مع ما عُرف عن النبي ﷺ من كونه وسطًا في كل شيء: في خُلقه، وعاداته، وأسلوبه في التعامل مع الناس.

محبة الصحابة وتجسيد القدوة

وتشير هيئة كبار العلماء إلى أن دقة الصحابة في وصف ملامح النبي ﷺ نابعة من شدة محبتهم له وحرصهم على أن يُخلّدوا للأمة صورته وهيئته، حتى كأن المسلم يراه رأي العين وهو لم يدرك زمانه، مصداقًا لقوله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].

«كأنك تراه ﷺ».. رسالة للأمة

واختتمت الهيئة بيانها بدعوة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى التعمق في دراسة الشمائل المحمدية، معتبرةً أن استحضار صورة النبي ﷺ في القلوب والعقول يرسخ المحبة الحقيقية ويعين على الاقتداء بهديه، لا سيما في زمن تشتد فيه الحاجة إلى نموذج أصيل يجمع بين نقاء الصورة وكمال الرسالة.

وبذلك يظل وصف أنس بن مالك رضي الله عنه شاهدًا خالدًا على جمال الخِلقة المحمدية، التي أبهرت الأبصار وأسرَت القلوب، حتى يصدق قول القائل: «كأنك تراه ﷺ».