النجمة الشاردة

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع.. هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

عاجزة عن الكتابة، أستجدي الأفكار ، الكلمات تهرب بعيدا رغم مشاعري التي أغرق بها.
أتطلع من النافذة، فإذا بالنجوم تتحدث معي:
لا أريد أن أبكي، فيشهق الكون حزنا، البكاء يسبب ألما برأسي
عندما أتذكر ما حدث لي،أختنق 
أشعر أن الحياة ضدي في تلك اللحظة.
هاربة إلى مكان بعيد كأنه المنفى كي أكتب  قصصي المملة أشعر بذلك 
بشعور نجمة شردت من أصدقائها بعيدا.
كتبت ذات ليلة عن فتاة قروية أحبت أميرا ولكنه لم يحبها لأن الطين لوث تنورتها، قلت لماذا لم ير وجهها المنير؟
وبعدما حاولت أن ترتدي ثوبا نظيفا، كان قد تزوج من أميرة وفي حفل الزواج الكبير رأى وجهها ، شعر أنه خسر كثيرا.
حسنا، قصة مملة لنذهب إلى أخرى
مجنون بيتهوفن الذي أخذ يصرخ في ميادين العالم.
أنا بيتهوفن لقد قمت من مرقدي  لألحن معزوفة جديدة.
وبينما كان يبكي بأحد شوارع ألمانيا هطل الثلج ولم يسمعه أحد حتى قال أحدهم إنه مجنون، فعاد إلى منزله الصغير وأخذ يعزف على البيانو الكائن في الزاوية
سمعه الجيران، فذهبوا ناحية الصوت يهللون حقا إنه بيتهوفن، لكن الرجل فقد سمعه فجأة ولم يسمعهم..
هي أيضا قصة مملة
حسنا هيا لنذهب إلى قصتي..
عاجزة عن الكتابة لكنني نظرت السماء ذات ليلة فرأيت النجوم تحدثني:
لماذا أنت وحيدة هكذا؟
قلت لا أدري.
وحين رأيت النجمة الشاردة
أدركت أنها هاربة مثلي
فكتبت قصتي: "النجمة الشاردة".