دايت زمن الحرب.. سر قديم لفقدان الوزن يفضّله خبراء التغذية

في ظل انتشار الحميات المعقدة وارتفاع تكاليف أدوية إنقاص الوزن مثل "مونجارو"، بدأ خبراء التغذية في تسليط الضوء على بديل بسيط وفعّال من الماضي: النظام الغذائي المعتمد على الحصص التموينية في أربعينيات القرن الماضي.
وفقًا لعدد من المتخصصين، فإن هذا النمط الغذائي، الذي اتبعته الأسر البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، لا يدعم فقدان الوزن فحسب، بل يُعزز صحة الأمعاء ويقلل من الأمراض الأيضية.
قواعد الحرب..أطعمة بسيطة ومغذية
عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، فرضت الحكومة البريطانية نظام حصص غذائية صارمًا للحد من استيراد الأغذية.
وبات المواطنون يتناولون كميات محدودة من الزبدة، السكر، الشاي، اللحوم، والحليب. كانت الوجبات تعتمد على مكونات متوفرة محليًا مثل الحبوب الكاملة، الخضراوات الموسمية، والبقوليات.
خبيرة التغذية ديبورا جرايسون توضح أن هذا النمط "يحد من السعرات الحرارية دون الشعور بالحرمان"، ويعتمد على ثلاث وجبات يومية مشبعة، مع تقليل الوجبات الخفيفة والحلويات. وتشير إلى أن الأطعمة مثل العصيدة، الفاصوليا، والفطائر المنزلية كانت مليئة بالألياف والمعادن وتُحضر من مكونات طازجة.
أرخص من الأدوية الحديثة
بينما قد تتجاوز تكلفة جرعة أسبوعية من "مونجارو" 82 جنيهًا إسترلينيًا، فإن اتباع نظام غذائي شبيه بحمية الأربعينيات لا يتطلب أكثر من 15.26 جنيهًا أسبوعيًا. تجربة سيدة حديثة لهذا النظام لمدة ثمانية أيام أدت إلى فقدان خمسة أرطال وشعورها بزيادة النشاط وتحسن علاقتها بالطعام.
أوجه النقص... وقوة التوازن
رغم فعالية النظام، حذّرت بعض الخبيرات مثل إيميلي ليمينج من أن النظام الغذائي القديم يفتقر إلى بعض العناصر الأساسية مثل الكالسيوم، أوميجا 3، وتنوع البروتين. لذلك ينصح الخبراء اليوم بتحديثه عبر إدخال حصص من الأسماك الزيتية، البيض، المكسرات، والفواكه الموسمية.
أسلوب حياة أكثر وعيًا
تشير خبيرة التغذية كارين إلى أن العودة إلى الطبخ المنزلي وتجنب الأطعمة المصنعة يعزز التحكم في الشهية ويحسن الأداء الأيضي. وتضيف: "بقايا فطيرة الكوخ أفضل من أي ساندويتش جاهز".
أما لويز كارتر فترى أن النظام يُحفّز فقدان الوزن من خلال تقليل السكريات والدهون المكررة، مؤكدة على أهمية البروتين في الحفاظ على الكتلة العضلية والصحة العامة.
وإذا كنت تبحث عن وسيلة فعالة وصحية لفقدان الوزن دون اللجوء إلى أدوية باهظة الثمن، قد يكون الوقت مناسبًا لتجربة النظام الغذائي في زمن الحرب.