بدء وصول جثامين ضحايا حادث شاطئ «أبو تلات» والناجين إلى سوهاج
بدأ نقل جثامين ضحايا حادث غرق شاطئ "أبو تلات" بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية عقب إنهاء الإجراءات الخاصة بالنيابة العامة وجاري انهاء الإجراءات الخاصة بباقي الضحايا تمهيدًا لنقلهم إلي مثواهم الأخير بمحافظة سوهاج .
وشيّع المئات من أهالي مركز أخميم شرق محافظة سوهاج، جثمان الطالب فارس ياسر، أحد ضحايا حادث غرق شاطئ أبو تلات بمحافظة الإسكندرية، إلى مثواه الأخير بمقابر قرية الحواويش بحي الكوثر، وسط حالة من الحزن والانهيار بين أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه.
وانطلقت الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد بلدته بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، حيث ردد المشيعون آيات من القرآن الكريم ودعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة، في مشهد مهيب اختلطت فيه الدموع بالصدمة من هول الفاجعة.
وفي ذات السياق، استقبلت محافظة سوهاج، منذ قليل، أول فوج من طلاب أكاديمية الضيافة الجوية Acs العائدين من محافظة الإسكندرية، وذلك عقب الحادث المأساوي الذي شهدته شواطئ أبو تلات، وأسفر عن غرق 7 طلاب وإصابة 24 آخرين خلال رحلة نظمتها الأكاديمية.
جدير بالذكر أن باقي الأفواج من الطلاب سيتم عودتهم خلال الساعات المقبلة، بالتنسيق بين الجهات المعنية، وأن المحافظة تتابع لحظة بلحظة تداعيات الحادث، وتقدم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين.
وتتابع الأجهزة التنفيذية والأمنية كافة الترتيبات اللازمة لتأمين وصول الافواج من الطلاب، فضلًا عن متابعة دقيقة للحالة الصحية للمصابين بالتنسيق مع مديريات الصحة في سوهاج والإسكندرية.
وقال الدكتور هاشم محمود استاذ علم اجتماع، لم تكن مأساة مصرع 7 طلاب غرقًا وإصابة 23 آخرين في شاطئ أبو تلات بالإسكندرية مجرد حادث عرضي بل جرس إنذار مدوٍ يكشف الوجه القبيح لظاهرة خطيرة وهي الأكاديميات الوهمية فهذه الأكاديمية الغير معتمدة تدّعي أنها متخصصة في "الضيافة الجوية والطيران" وتجذب الشباب بأحلام السفر والوظائف المرموقة دون أي تراخيص أو اعتماد رسمي، الكارثة أن هذه الكيانات لا تكتفي بسرقة أموال أولياء الأمور بل تضع حياة الطلاب على المحك.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، متسائلًا كيف لأكاديمية بلا اعتراف رسمي ولا أي أساس قانوني أن تنظم رحلة تضم أكثر من 146 طالبًا وطالبة ومشرف وكيف غاب عن أعين الرقابة أنشطة مشبوهة تبين ما هي في حقيقتها تجارة بالأحلام وبالأرواح؟ إن ما جرى في شاطئ أبو تلات لم يسرق فرحة رحلة طلابية فقط بل كشف حجم الإهمال والفساد في ترك هذه الكيانات الوهمية تعبث بمستقبل أبنائنا.
وأوضح الدكتور هاشم، أن أرواح بريئة دفعت الثمن وأحلام شباب غرقت مع أمواج البحر والسبب إهمال مسئول وكيان وهمي لا يعرف من الضيافة سوى التسويق للوهم، مؤكدًا على أنه يجب غلق هذه الأوكار الوهمية التي تتاجر بطموحات الشباب قبل أن تتحول مآسي اليوم إلى كوارث الغد.
وكان شاطئ أبو تلات بالعجمي بمحافظة الإسكندرية، قد شهد مأساة إنسانية بعدما تحولت رحلة طلابية قادمة من محافظة سوهاج إلى فاجعة كبرى راح ضحيتها حتى الآن 7 طلاب وأُصيب أكثر من 24 آخرين وسط صرخات استغاثة اختلطت بأمواج البحر العاتية.
البداية بدأت بوصول رحلة تضم 146 طالبًا وطالبة ومشرفين من إحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية، حيث قرروا النزول إلى البحر رغم ارتفاع الأمواج وعدم جاهزية الشاطئ وأكد أحد الغطاسين أنهم سقطوا في دوامة بحرية خطيرة أشبه ببركة عميقة ليتشبثوا ببعضهن في محاولة يائسة للنجاة بينما اندفع زملاؤهم غير المتمرسين على السباحة لإنقاذهم فازدادت المأساة.
ورغم محاولات 5 غطاسين فقط التصدي للكوارث وسط هذا العدد الضخم كان المشهد أكبر من طاقتهم ومع وصول سيارات الإسعاف والهلال الأحمر جرى انتشال الجثامين الستة ونقل المصابين إلى مستشفى العجمي التخصصي والعامرية المركزي تحت إشراف وزارة الصحة .
