رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

"الدهون الخفية" تسرّع شيخوخة القلب: خطر صامت يهدد حتى الأجسام النحيفة

الدهون الحشوية
الدهون الحشوية

الدهون الصحية .. حذرت دراسة طبية حديثة من خطر صحي صامت يهدد الأشخاص، حتى أولئك الذين يبدون في مظهر صحي أو نحيف. 

وكشفت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للقلب، أن الدهون الحشوية، وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية مثل الكبد والأمعاء والمعدة، يمكن أن تسرّع من شيخوخة القلب والأوعية الدموية بصمت، دون أن تكون مرئية على سطح الجسم أو مؤثرة على الوزن بشكل مباشر.

الشكل أهم من الوزن

اعتمد الباحثون على تحليل بيانات أكثر من 21 ألف مشارك، مستعينين بتقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي والذكاء الاصطناعي، لرسم خريطة دقيقة لتوزيع الدهون في الجسم، ومقارنتها بما يُعرف بـ"عمر القلب" البيولوجي. 

ووجدوا أن شكل الجسم أكثر أهمية من الوزن وحده عند تقييم المخاطر الصحية، خاصة أن أصحاب الجسم "على شكل تفاحة" - أي من تتراكم الدهون في منطقة البطن - أكثر عرضة لتسارع الشيخوخة القلبية.

في المقابل، أظهرت النساء "ذات شكل الكمثرى"، اللاتي يخزنّ الدهون بشكل طبيعي حول الوركين والفخذين، صحة قلبية أفضل، وقد يكون لهذا النمط من توزيع الدهون دور وقائي ضد أمراض القلب والسكري والسكتات الدماغية.

الشيخوخة تبدأ من الداخل

ولا تخزن الدهون الحشوية فقط تخزينًا غير مرغوب به، بل تفرز أيضًا مركبات التهابية تؤثر على القلب والأوعية الدموية. وتؤدي هذه الالتهابات إلى تيبس الأنسجة وتسريع مظاهر الشيخوخة الداخلية. كما تبين أن هرمون الإستروجين قد يلعب دورًا في إبطاء هذه الشيخوخة، مما يعزز الفرضية بأن النساء قبل انقطاع الطمث أقل عرضة لهذا النوع من الضرر.

مؤشر كتلة الجسم لم يعد كافيًا

أكد الباحثون أن الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتقييم الصحة القلبية لم يعد كافيًا، حيث إنه لا يوضح مكان توزع الدهون. قد يبدو الشخص نحيفًا من الخارج، لكنه يحمل في داخله دهونًا ضارة تُعرض قلبه للخطر دون إنذار.

تدخل طبي قادم... ووقاية ممكنة

يقوم العلماء حاليًا بدراسة ما إذا كانت أدوية فقدان الوزن مثل Ozempic، التي تحاكي هرمون GLP-1، قادرة على تقليل الدهون الحشوية وتأخير الشيخوخة القلبية. 

وتشير نتائج أولية إلى أن هذه الأدوية قد تساهم فعلاً في الحفاظ على شباب القلب لفترة أطول لكن إلى أن تتوفر حلول طبية فعالة، يبقى النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم هما خط الدفاع الأول ضد تراكم هذه الدهون. 

وحتى الأجسام الرشيقة قد تخفي خطرًا صامتًا لا يظهر في المرايا أو على الميزان، بل يسكن بين الأعضاء، ويهدد القلب من الداخل.

هل قلبك يشيخ أسرع من عمرك؟

في سياق متصل، طور باحثون اختبارًا رقميًا مجانيًا عبر الإنترنت لحساب "عمر القلب" بناءً على بيانات مثل ضغط الدم، الكوليسترول، مستوى السكر، وصحة الكلى. 

ويهدف هذا الاختبار لمساعدة الأشخاص على فهم مدى صحة قلوبهم بشكل أفضل، وتحفيزهم لاتخاذ خطوات استباقية لحماية القلب من الشيخوخة المبكرة.