الزقازيق تستعد لانطلاق اختبارات "كورال وأوركسترا مصر الوطني" لاكتشاف المواهب الفنية

تواصل وزارة الثقافة جهودها الحثيثة لدعم الفنون الجادة واكتشاف المواهب الشابة في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة عن انطلاق اختبارات مشروع "كورال وأوركسترا مصر الوطني" الأسبوع المقبل في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وذلك في إطار خطة شاملة تستهدف صقل المهارات الفنية للمبدعين الصغار والشباب وتنمية قدراتهم في مجالي الغناء والعزف الموسيقي.

وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن الثقافة تمثل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أنها المكون الرئيسي في بناء شخصية المواطن المصري وتعزيز وعيه بقيم الانتماء والاعتدال.

 وأوضح المحافظ أن الفنون، بمختلف أشكالها، تلعب دوراً محورياً في نشر القيم الإيجابية ومواجهة الأفكار الهدامة، فضلاً عن دورها في دعم التنمية الفكرية والاجتماعية، مشيداً بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في هذا السياق من خلال أنشطة نوعية ومشروعات قومية تستهدف كافة فئات المجتمع.

من جانبه، أوضح أحمد سامي خاطر رئيس الإدارة المركزية لإقليم شرق الدلتا الثقافي ومدير عام فرع ثقافة الشرقية، أن وزارة الثقافة تستكمل جولات مشروع "كورال وأوركسترا مصر الوطني"، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبالتعاون مع المايسترو الكبير سليم سحاب، مشيراً إلى أن المشروع يُعد أحد أبرز البرامج الطموحة للوزارة في مجال الفنون الموسيقية.

وأضاف خاطر أن الاختبارات ستُجرى يومي الجمعة والسبت المقبلين، الموافقين 29 و30 أغسطس الجاري، بقصر ثقافة الزقازيق، وذلك للمتقدمين من محافظات إقليم شرق الدلتا (الشرقية، الدقهلية، دمياط، كفر الشيخ). 

وأشار إلى أن هيئة قصور الثقافة قد وفرت للراغبين في المشاركة إمكانية التسجيل إلكترونياً عبر استمارة متاحة على موقعها الرسمي، تسهيلاً على المتقدمين من مختلف المحافظات.

وبحسب الشروط المعلنة، يشترط للالتحاق بالمشروع أن يمتلك المتقدم موهبة حقيقية في الغناء أو العزف، وألا يقل سن المتقدم عن 10 سنوات بالنسبة للمغنين و7 سنوات للعازفين، مع ضرورة إحضار الآلة الموسيقية الخاصة به. 

وتستهدف هذه المعايير ضمان مشاركة المواهب الجادة القادرة على الاستفادة من التدريب الأكاديمي الذي يوفره المشروع.

وأشار مدير عام فرع ثقافة الشرقية إلى أن مشروع "كورال وأوركسترا مصر الوطني" لا يقتصر على تقديم منصة فنية لاكتشاف المواهب، بل يسعى كذلك إلى إعداد جيل جديد من الفنانين يمتلكون مهارات موسيقية متقدمة، ووعياً فنياً رفيع المستوى، مع الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية.

 وأكد أن المشروع يُنفذ وفق آليات دقيقة للاستماع والاختيار، تضمن وصول أفضل العناصر الفنية إلى مراحل التدريب، تحت إشراف نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال الموسيقى والغناء.

ويأتي هذا المشروع في إطار توجه وزارة الثقافة لإعادة توزيع الأنشطة والفعاليات بشكل متوازن بين محافظات الجمهورية، وعدم قصرها على العاصمة وحدها، بما يضمن إتاحة الفرص أمام الموهوبين من أبناء الأقاليم، ويعزز من دور قصور الثقافة كمراكز إشعاع فني وثقافي داخل المجتمعات المحلية.

ويُنتظر أن تشهد اختبارات الزقازيق إقبالاً واسعاً من الشباب والأطفال الموهوبين وأسرهم، خاصة مع السمعة الطيبة التي حققها المشروع في جولاته السابقة، حيث اعتبره الكثيرون بوابة حقيقية لاكتشاف وصقل مواهبهم، وفرصة ذهبية للانطلاق في عالم الفنون الرفيعة.

وبذلك، تواصل وزارة الثقافة رسالتها في دعم الحراك الفني والمجتمعي، مؤكدة أن الاهتمام بالمواهب الشابة ليس ترفاً، وإنما استثمار في مستقبل الوطن، يعزز من قدرته على مواجهة التحديات من خلال الفنون والثقافة التي طالما شكّلت جزءاً أصيلاً من قوة مصر الناعمة.