الكسل أم الرياضة؟.. باحثون يكشفون سر طول العمر
عُرف عن بعض الشخصيات التاريخية والسياسية طول أعمارهم، مثل ونستون تشرشل الذي عاش حتى سن 91 عامًا، والمستشار الألماني الأسبق كونراد أديناور الذي توفي في العمر ذاته، فضلًا عن والدة الملكة إليزابيث الثانية التي وصلت إلى 101 عام.
وفي المقابل، رحل عدد من الرياضيين البارزين، خصوصًا العدّائين، قبل بلوغهم سن الخمسين، ما أثار جدلًا حول العلاقة بين النشاط البدني وطول العمر.
سر طول العمر
الدكتور بيتر أكست، أستاذ العلوم الطبية بجامعة فولدا الألمانية والمتخصص في علم الشيخوخة، قدّم نظرية مثيرة للجدل مفادها أن الكسل قد يكون عاملًا في إطالة العمر. ووفقًا لرؤيته، يُولد الإنسان بكمية محدودة من الطاقة الحيوية، وكلما استُهلكت بسرعة بفعل النشاط المكثف، تسارعت مظاهر الشيخوخة. لذلك يرى أن النوم الكافي والكسل قد يعودان بالنفع على الصحة، بينما قد تضر التمارين العنيفة بالجسم.
واستشهد أكست بأمثلة عملية، منها وفاة العداء السوفيتي فلاديمير كوتس في سن 48 إثر نوبة قلبية رغم إنجازاته الرياضية، وكذلك وفاة عدّاء دنماركي في عمر 58 وعدّاءة من بنما في سن 38، عقب مشاركتهم في سباقات مرهقة. وعلى النقيض، عاش أشخاص لم يعتادوا ممارسة الرياضة المكثفة أعمارًا طويلة، مثل تشرشل وأديناور ووالدة الملكة.
لكن هذا الطرح لا يلقى تأييدًا كاملاً من المجتمع العلمي. حيث توضح أناستاسيا سيفاكوفا، كبيرة علماء الوراثة في المركز الوطني الروسي للبحوث الوراثية، أن غالبية الدراسات تشير إلى أن النشاط البدني المعتدل يرفع متوسط العمر ويحسن نوعية الحياة. وترى أن الكسل بحد ذاته ليس سببًا لطول العمر، بينما يساعد أسلوب الحياة النشط في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة.
وتضيف أن التمارين المنتظمة والمتوازنة تقوّي القلب والأوعية الدموية وتزيد القدرة البدنية، فيما قد تفضي التمارين المفرطة أو غير المناسبة إلى إصابات ومشاكل صحية، ما يجعل الاعتدال هو المفتاح الحقيقي لحياة أطول وأكثر صحة.