كلام فى الهوا
هل تذكرون كلمة الشيخ الشعراوى رحمه الله.. أمام الرئيس مبارك، بعد محاولة فاشلة لاغتياله، تلك الكلمة التى قال فيها «يا سيادة الرئيس لعل هذا يكون آخر لقائى بك، فإذا كنت قدرنا فليوفقك الله وإذا كنا قدرك فليعينك الله على أن تتحمله» فلم يقُل له الحمد لله على سلامتك، وهو يشعر بأنه مغادر الدنيا، ولم يرد أن يختم حياته بنفاق، هكذا تكون لغة الحوار مع الرؤساء، فالرجل أرشده إلى وجود مشكلة دون أن يذكرها، ومحلها للقدر، وطلب منه أن يتحملنا إذا كانت تلك المشكلة سببها الناس، فالكلمة جاءت موجزة بأن كل شىء فى يد الله، وأن الملك له يؤتيه لمن يشاء، لذلك إذا ساقتك الحياة بأن تقف أمام رئيس.. تذكر أن الملك لله، قل من غير نفاق ولكن بأدب، حتى لو كانت بالرمز فهى قادرة على إنتاج حقيقة الواقع دون صدام، فالكل يرى الصورة، ولكن كل واحد يراها من وجهة نظره، فالشيخ ترك للرجل حرية البحث عن المشكلة والعمل على حلها، سواء كانت تلك المشكلة من إنتاج الحكومة أو الأحزاب أو المعارضة، أوفياء كانوا أو منافقون، وما أكثر هؤلاء المنافقين الذين هم سبب تأخرنا، وهم يوهمون الحاكم بأن أصحاب الرأى قوم لا يفقهون، فكانت تلك الكلمات البسيطة كافية للبحث عن المشكلة.. الله يرحم الرجل.. ويلعن المنافقين.