رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

صحتك فى أمان 192

كل يوم هناك من ينتقدونه كأنّه ليس هناك عالم إلا الشعراوى وكأنه ليس هناك داعية إلا الشعراوى وهم لا يدركون أن هذه شهادة حق تُوضع فى ميزان حسناته بعد أكثر من ربع قرن من وفاته، فزملاء المهنة غير المسلمين قبل المسلمين قد يستندون إلى بعض آرائه الفقهية والعلمية ولا شك أن الشيخ قد ترك بصمة لكل العاملين بصدق فى أى مجال أن هذه نهاية كل من يصدق الله فبعيداً عن الحاقدين وغير المتعلمين فلن تجد انساناً فى مصر والعالم العربى إلا وقد التمس شيئاً من العلم مما قاله الشيخ الشعراوى وقد عمل أو قال به ولا نقول إلا أنه رحمه الله بخواطره حول القرآن قد أوجد للناس حلاً فى الحياة «السليمة» للصادق منهم والكاذب فيهم والعامل منهم والعاطل فيهم لأنه قد شاركهم القرآن بطريق مباشر أو غير مباشر حباً من البعض منهم ورغم أنف البعض الآخر.
الشعراوى دخل إلى فُرش الناس قبل أن يهموا بالمعصية لأنه فى أكثر من موضع ذكّرك أن المعصية تنشأ منك أنت ولا دخل بالشيطان ولا النفس الأمارة بالسوء فأنت الذى استجبت ومارست وتلذذت بالمعصية بعيداً عن أعين الناس ثم تسارع بالتعلل بالشيطان الذى غلبك على ذلك.
الشعراوى فى نصف ما قاله تحدّث عن العادات التى إن استقامت فى أى مجتمع أفلح، فالصدق والبر والاحسان والامانة والاعتدال فى أى دين يؤدى إلى صلاح النفس ثم صلاح المجتمع وان كان الرجل لا يصلى ولا يصوم، ففساده على نفسه وصلاح عاداته نافعة للمجتمع، فطبيعة الحال درس الأمام قد كشف كل مستتر بالدين يبغى الدنيا وكل مدّعى علم لم يتعلم وكل محب للشهرة وغيرهم.
الشعراوى عالم لا بد أن يُدرس علمه للكافة، فإصراره على الالتزام بالكتاب والسنة أدخله بهذه السهولة إلى عقول المسلمين فى العالم كله دون غيره من الأئمة كأن هذه هى العقيدة المطلقة التى تخاطب عقل كل انسان ثم بعد ذلك يزداد ايمانه سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو غير ذلك من الأديان.
الشعراوى تناول فى الطب أن المعدة نصف الداء وأكثر الأمراض يأتى من المعدة وداؤها قلة الطعام كما جاء فى كتاب الله وتناول أمراض القلب والعين والعظم، وتناول فى أكثر من موضع الأمراض التى تحدث بين الازواج بدءاً من عدم الانجاب إلى عزوف الرجل عن زوجته وعزوف الزوجة عن بعلها وتنوع آيات القرآن فى تذكير المرأة بحق الرجل الذى هو زوج وبعل وسيد ثم أمراض ظلم الزوجة دون أسباب فى كثير من المواضع انتهاء بالطلاق.
الشعراوى فى الطب كان ناطقاً بالقرآن لأنّ القرآن حدثناً حديثاً خاصاً فى الطب بدءاً من الاستيقاظ مبكراً وهو تنبيه للهرمونات والسعى إلى الصلاة والسعى فى العمل وانشغال العقل بالفرائض التى تهذب الانسان وغض البصر عن كل المحارم حتى أموال الناس فقد أدخل القرآن الأمراض العضوية فى الأمراض النفسية وجعل الدواء واحد «للمؤمن» الذى يريد الشفاء «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا «.
والشعراوى فى مرضه قد ضرب مثلاً كيف يعيش المريض مع المرض «فهو مع الله» ويظل داعياً لله وهو يعانى من مرضه وقد رأيناه بأعيينا كيف لا تسعفه رئتاه فى كلامه وكيف تأثر الصدر من توغل المرض فيه ولكن العقل ظل واعياً وداعياً دون تردد أو خوف، وهو الذى يصدق فيه قول خالد بن الوليد أنه «مات ولا نامت أعين الجبناء» فكل الجهلاء والسفهاء الذين ينالون منه لا رد عليهم لأنهم ليسوا مرضى بل موتى لا حياة فيهم.


استشارى القلب - معهد القلب