نار الغيرة.. رجل يقتل زوجته خلال مشاجرة لنشرها الغسيل وذراعها مكشوفة
الزوج انهال عليه ضربا ورطم رأسها بالسيراميك
الضحية أكدت له أنها لم تقصد لكن الشيطان تملك منه
فى أحد المناطق الشعبية بالإسكندرية، حيث تتشابك الشرفات وتقترب المنازل من بعضها، كان صباحا هادئا يلف منطقة باكوس شرقى الإسكندرية.. رائحة الخبز الطازج تتسلل من المخابز وصوت الباعة الجائلين يتردد فى الأزقة الضيقة لم يكن أحد يتوقع أن هذا اليوم سيتحول إلى مسرح لجريمة تهز مشاعر الجميع.
فى الطابق الثالث من أحد عقارات المنطقة كانت الضحية تقف فى شرفة شقتها تحمل بيدها سلة الغسيل وتبدأ فى نشر الملابس لم تكن تعلم أن لحظة عابرة وذراع مكشوفة فى وضح النهار ستشعل غضب زوجها وتفتح أبواب الكارثة.
دخل الزوج إلى الصالة عابس الملامح تشتعل فى عينيه نار لا يعرف كيف يطفئها صوته ارتفع بحدة وهو يوبخها «إزاى تطلعى كده قدام الناس هو أنا قليل الرجولة».
حاولت الزوجة تهدئته مؤكدة أنها لم تتعمد شيئا وأنها فقط تؤدى عملا يوميا لا أكثر، لكن كلماتها زادت من غضبه تصاعدت المشادة الكلامية وتحولت إلى عاصفة من الصراخ والاتهامات، الجيران فى الطوابق المجاورة بدأوا يلتفتون يسمعون أصوات الجدال لكن أحدا لم يتخيل أن ما يجرى خلف الجدران سينتهى بجريمة مأساوية.
تقدم الزوج نحوها بعنف وصفعها على وجهها ارتطمت خطواتها المرتبكة بأرضية الصالة وسقطت على جانبها لكن القدر كان أقسى مما ظن، رأسها ارتطمت بقوة بحافة السيراميك البارد، ليتحول المشهد فى لحظة إلى صمت ثقيل.
سكون مفاجئ غلف المكان لم يقطعه سوى أنين مكتوم خرج من الضحية قبل أن تفارق الحياة.. عيناها الواسعتان تجمدتا وقطرات الدم بدأت تزحف على أرضية الغرفة تراجع الزوج مذهولا وكأن الصدمة باغتته هو الآخر.
طرق الجيران الباب بعنف بعدما سمعوا الصوت المريب فتح الزوج الباب بيدين مرتجفتين وعينين مضطربتين، المشهد الذى رأوه فى الداخل أصابهم بالذهول جثة ملقاة على الأرض والدم يلطخ الأرضية.
أحد الجيران أسرع بالاتصال بالإسعاف بينما هرع آخرون للاتصال بالشرطة، دقائق معدودة كانت كفيلة بتحويل العقار إلى خلية من الهرج والمرج تجمع فيها العشرات بعضهم يتهامس وبعضهم يصرخ فى وجه الزوج الغاضب.
فى المستشفى حاول الأطباء إنقاذها لكن الإصابة فى الرأس كانت قاتله، أُعلن خبر وفاتها رسميا وانتقل الخبر إلى رجال الأمن الذين بدأوا فى التحقيق الفورى.
اللواء رشاد فاروق، مدير أمن الإسكندرية، تلقى الإخطار العاجل فأصدر تعليماته بالتحرك الفورى انتقلت قوة من قسم شرطة أول الرمل إلى مكان الجريمة هناك كانت الأدلة تتحدث بوضوح: آثار دماء على الأرضية.. أثاث مبعثر يوحى بعراك.. وشهود يؤكدون أنهم سمعوا مشاجرة صاخبة.
فى مواجهة الشرطة جلس الزوج مطأطئ الرأس يردد بكلمات متقطعة: «مكنتش قاصد.. هى وقعت لوحدها.. كله حصل بسرعة».
لكن الحقيقة كانت أقوى من تبريراته، فالتحريات الأولية وأقوال الشهود وحتى اعترافاته المرتبكة أثبتت أن الاعتداء كان مباشرا، وأن سقوط زوجته لم يكن مجرد حادث عابر.
فى أروقة النيابة كان المشهد مغايرا الأوراق تتراكم والمحققون يستمعون للشهود واحدا تلو الآخر والزوج وقد تلاشت صرخاته الأولى، جلس فى صمت قاتل، لا يفارقه سوى هاجس واحد: كيف انقلبت حياته رأسا على عقب بسبب لحظة غضب فيما عاش سكان الشارع لحظات من الحزن والحسرة على الضحية والتى اعتادت أن تقابل الجيران بابتسامتها الهادئة.