استدعاء 70 ألفًا من قوات الاحتياط
بدء خطة إسرائيل لاحتلال مدينة غزة بـ«مركبات جدعون» الثانية

2000 شهيد ضحايا المساعدات ومعاداة «السامية» تفجر أزمة بين تل أبيب وباريس
صدق وزير حرب الاحتلال «يسرائيل كاتس»، على خطة احتلال غزة التى أطلق عليها «عربات جدعون» الثانية. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن كاتس قوله، إن العملية ستغير ملامح مدينة غزة، مضيفة أنه فى إطار خطة الهجوم على مدينة غزة ستُرسَل أوامر الاحتياط اللازمة لتنفيذه.
كما أشارت إلى أنه جرت الموافقة على الاستعدادات الإنسانية اللازمة لاستيعاب السكان بعد إجلائهم من مدينة غزة إلى الجنوب مع بدء الهجوم على المدينة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء قوله، إن نتنياهو لم يغلق الباب أمام توقيع صفقة جزئية لتبادل الأسرى الفلسطينيين بالمحتجزين فى القطاع. وأضاف المصدر أن نتنياهو معنى ببدء العملية العسكرية فى مدينة غزة.
وكان رئيس أركان الاحتلال إيال زامير، قد حدد مطلع هذا الأسبوع المراحل العملية للخطة، وتشمل تعزيز القوات الإسرائيلية فى شمال القطاع، تمهيدًا لاحتلال مدينة غزة.
وتستند الخطة إلى قرار اتخذ فى 8 أغسطس الجارى، بطرح مشروع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا، بدءا من مدينة غزة.
وتقوم الخطة على تهجير نحو مليون مواطن فلسطينى من المدينة إلى جنوب القطاع، قبل تطويقها والبدء بعمليات توغل داخل التجمعات السكنية.
وفى 11 أغسطس، شرع الاحتلال فعليًا فى تنفيذ المرحلة الأولى عبر هجوم واسع على حى الزيتون جنوب شرقى المدينة، شمل تفجير منازل بواسطة روبوتات مفخخة، وقصفًا مدفعيًا، وإطلاق نار عشوائيًا، إضافة إلى عمليات تهجير قسرى.
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، عن أنه من المقرر أن يستدعى ما بين قرابة 70 ألف جندى احتياطى إضافى قبل عملية الاستيلاء على مدينة غزة. وقال مسئول عسكرى إن العملية، التى تمثل تصعيدًا كبيرًا بعد ما يقرب من عامين من الحرب، قد بدأت بالفعل فى مراحلها الأولى.
وأضاف المسئول أن الدفعة الأولى من الرسائل الموجهة إلى جنود الاحتياط سترسل على الأرجح فى الأيام المقبلة، مشيرا إلى أنه مع هذه القوة البشرية الإضافية، سيبلغ إجمالى عدد جنود الاحتياط العاملين 120 ألف جندى.
وأوضح متحدث عسكرى أن سيتم تمديد أيضًا خدمة 20 ألف جندى احتياطى تم استدعاؤهم بالفعل، وستحل بعض قوات الاحتياط محل القوات العاملة فى الخدمة الفعلية العاملة فى مناطق أخرى خارج غزة.
وأضاف المسئول أن القوات الرئيسية العاملة فى غزة بالعملية الجديدة ستكون فى المقام الأول من المجندين فى الخدمة الفعلية، وسيكون هناك ما مجموعه خمس فرق من الاحتلال الإسرائيلى تقاتل فى القطاع المحاصر.
وزار «كاتس»، القيادة الجنوبية برفقة رئيس الأركان «إيال زامير»، حيث اطلع على تفاصيل الخطط العملياتية لاحتلال مدينة غزة وتهيئة الظروف لإنهاء الحرب.
وتشهد جباليا البلد، شمالى القطاع، تصعيدا عسكريا خطيرا؛ حيث توغل الاحتلال من جديد داخل المنطقة فارضًا سيطرته بالنار على كامل الأحياء هناك، تزامنًا مع قصف مكثف واشتباكات عنيفة.
وأشار سكان محليون إلى تسجيل عدد من الشهداء والإصابات فى منطقة حلاوة، جراء القصف المباشر. وقد سجل فى جباليا النزلة تدهورًا كبيرًا فى الأوضاع الإنسانية والميدانية، بعد أن ألقت طائرات الاحتلال منشورات جديدة تُمهّد لإخلاء السكان باتجاه الجنوب. كما تم إخلاء عدد من منازل المواطنين قسرًا من قِبل قوات الاحتلال تمهيداً لاستهدافها بالقصف.
وشن طيران الاحتلال الحربى، اليوم، عدة غارات استهدفت منازل غير مأهولة فى بلدة جباليا شمالى قطاع غزة. تزامنًا مع قصف منزل بمحيط مسجد الفاروق فى جباليا النزلة.
ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، التقرير الإحصائى اليومى لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلى على القطاع وقالت فى بيان إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية، 58 شهيدًا و185 إصابة.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 62 ألفًا و122 شهيدًا، و156 ألفًا و758 إصابة.
وأوضحت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضى، تاريخ استئناف حرب الإبادة، بلغت 10آلاف و576 شهيدًا، و44 ألفًا و717 إصابة.
واوضحت أن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، من ضحايا المساعدات بلغ 22 شهيدًا و49 إصابة. وأعلنت عن ارتفاع إجمالى ضحايا لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2018 شهيدًا، وأكثر من 14 ألفًا و947 إصابة.
وأشارت إلى أن مستشفيات قطاع غزة سجلت خلال الساعات 24 الماضية، 3 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 269 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلًا. وجددت التنويه بأن عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفى الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم حتى اللحظة. وندد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بشدة بتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، الذى اتهم باريس بتأجيج معاداة السامية بسبب إعلانها المرتقب للاعتراف بدولة فلسطينية. وفى بيان صادر عن قصر الإليزيه وصف ماكرون هذه التصريحات بأنها «حقيرة وخاطئة»، مشددا على أن الفترة الحالية تتطلب الجدية والمسئولية، لا التعميم والتلاعب.
وكان نتنياهو قد بعث برسالة إلى ماكرون زعم فيها أن معاداة السامية فى فرنسا تصاعدت منذ إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بفلسطين فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل. وردت باريس بأن هذا التحليل مرفوض، ولن يمر دون رد ولم يكن ماكرون وحده فى مرمى هجوم نتنياهو؛ فقد وصف الأخير رئيس الوزراء الأسترالى أنتونى ألبانيز بأنه ضعيف وخائن لإسرائيل، بعد قرار كانبيرا بالاعتراف بدولة فلسطينية. ورد ألبانيز برفض تلك التصريحات، مؤكدًا تمسك بلاده بخياراتها السيادية.