مارك روبر يقدم تجاربه العلمية على نتفليكس

تواصل منصة نتفليكس توسيع استراتيجيتها في استقطاب صنّاع المحتوى الرقمي، وهذه المرة مع اسم لامع في مجال التجارب العلمية والترفيه التعليمي، فقد أعلنت المنصة عن تعاون جديد مع المهندس السابق في وكالة ناسا واليوتيوبر الشهير مارك روبر، لتقديم مشروعين تلفزيونيين من المقرر عرضهما خلال الفترة المقبلة.

 من ناسا إلى يوتيوب ثم نتفليكس

مارك روبر اشتهر بكونه واحدًا من أبرز المبدعين الذين جمعوا بين العلوم والترفيه. بعد عمله كمهندس في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، قرر الانتقال إلى منصة يوتيوب حيث استثمر خبراته في تبسيط العلوم وتقديم محتوى تفاعلي حصد ملايين المشاهدات. من أبرز ابتكاراته التي لاقت صدى واسعًا سلسلة "القنابل اللامعة" التي ابتكرها لردع سارقي الطرود، والتي دمجت بين الجانب التقني والفكاهي، إضافة إلى تطويره روبوتًا حقق رقمًا قياسيًا في موسوعة غينيس تحت اسم "دومينتور".

وفقًا لبيان نتفليكس، سيُطل روبر هذا العام عبر برنامج جديد يقدم فيه "بعضًا من أكثر تجاربه العلمية المحبوبة والطموحة والغنية بالمعلومات". البرنامج يستهدف شريحة واسعة من المشاهدين الذين يبحثون عن محتوى يجمع بين المتعة والفائدة، مع الحفاظ على الطابع المبسط الذي يميز أسلوب روبر في الشرح.

أما المشروع الثاني، فهو سلسلة مسابقات موجّهة للأطفال والعائلات، من المقرر أن تُعرض في عام 2026. هذه السلسلة ستجمع بين الترفيه والتحديات العلمية، في محاولة لإشراك الجيل الصغير في التفكير الابتكاري وتنمية الفضول العلمي من خلال مسابقات شيقة يمكن متابعتها عائليًا.

المشروعان سيتم إنتاجهما من خلال شركة CrunchLabs التي أسسها روبر، وبالتعاون مع Kimmelot، شركة الإنتاج التي تعود لمقدّم البرامج الشهير جيمي كيميل. هذا التعاون يعكس رغبة نتفليكس في الجمع بين خبرة روبر العلمية وتجربة كيميل في الإنتاج التلفزيوني الناجح، من أجل تقديم محتوى يوازن بين الطابع التعليمي والإخراج الترفيهي الجذاب.

التحاق مارك روبر بعالم نتفليكس ليس خطوة منفردة، بل يأتي في إطار توجّه أوسع للمنصة نحو جذب منشئي محتوى يوتيوب البارزين، خصوصًا أولئك الذين يمتلكون جماهير واسعة بين العائلات والأطفال. فقبل أشهر قليلة، أعلنت نتفليكس عن إدراج محتوى من قناة "السيدة راشيل"، التي تديرها المربية واليوتيوبر راشيل أكورسو، والمتخصصة في تعليم الأطفال الصغار أساسيات اللغة والمفاهيم البسيطة عبر الأغاني والأنشطة التفاعلية.

هذه الخطوات تؤكد أن نتفليكس لم تعد تركز فقط على الإنتاجات السينمائية والمسلسلات الدرامية، بل توسع نطاقها ليشمل محتوى عائليًا يهدف إلى التعليم بالترفيه. بالنسبة للجمهور، وخاصة العائلات، فإن قدوم مارك روبر إلى المنصة يمثل فرصة للاستمتاع بمحتوى علمي ممتع وآمن للأطفال، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى مصادر بديلة تجمع بين التسلية والفائدة.

يمثل دخول شخصية مثل مارك روبر إلى نتفليكس خطوة قد تساهم في تعزيز حضور المحتوى العلمي في الإعلام الرقمي، وهو نوع من البرامج الذي غالبًا ما يعاني من محدودية الانتشار مقارنة بالمسلسلات والأفلام الترفيهية. غير أن تجربة روبر على يوتيوب أثبتت أن العلوم يمكن أن تصبح مادة مشوقة ومحببة لملايين المتابعين، ما يجعل من وجوده على نتفليكس فرصة لإعادة تقديم هذا المحتوى بشكل أوسع وأرقى إنتاجيًا.

من الواضح أن نتفليكس تراهن على الجمع بين شهرة منشئي المحتوى الرقمي وحاجتها لتوسيع مكتبتها العائلية. دخول مارك روبر إلى المنصة سيمنحها إضافة نوعية في مجال البرامج العلمية، سواء عبر تجاربه المثيرة أو عبر المسابقات الموجهة للأطفال. وبينما ينتظر الجمهور إطلاق أول برامجه خلال هذا العام، تبقى الأنظار موجهة نحو عام 2026 الذي سيشهد تقديم المسابقة العلمية الكبرى المخصصة للعائلات.