Pixel 9 Pro Fold يقترب من منافسة Galaxy Z Fold
دخل هاتف Pixel 9 Pro Fold من جوجل بسرعة إلى دائرة اهتمام عشاق الهواتف الذكية في 2024، بل واعتبره كثيرون واحدًا من أبرز الأجهزة القابلة للطي لذلك العام.
فقدّم بديلاً قويًا لمنافسه الأبرز من سامسونج، سلسلة Galaxy Z Fold، عبر نهج تصميم مختلف يقوم على البساطة والعملية، وبعد مرور نحو أحد عشر شهرًا من الاستخدام اليومي، برزت مجموعة من الملاحظات المهمة حول أداء الهاتف، متانته، ومشاكله المحتملة، إلى جانب تساؤلات مشروعة حول مستقبل هذه الفئة من الأجهزة.
اختارت جوجل أن تُبقي شاشة Pixel 9 Pro Fold الخارجية بحجم مقارب لشاشات هواتفها التقليدية، وهو قرار جعل الهاتف أكثر سهولة في الاستخدام مقارنة بجيله الأول، لم تعد هناك حاجة لواجهة ضيقة أو قصيرة تُرهق المستخدم في كتابة الرسائل أو التصفح السريع، بل بات الهاتف يبدو عمليًا حتى قبل فتحه.
غير أن هذه المقاربة حملت معها جانبًا سلبيًا، إذ أصبحت الشاشة الداخلية أقرب إلى الشكل المربع، ما يقلل من متعة مشاهدة الأفلام. ومع ذلك، بفضل حجمها الكبير البالغ نحو 8 بوصات، توفر تجربة ممتازة للقراءة والألعاب وتصفح الكتب المصورة، ما يجعلها بديلاً محتملاً عن الأجهزة اللوحية الصغيرة إذا ما انخفضت أسعار هذه الهواتف مستقبلًا.
من أبرز نقاط القوة في Pixel 9 Pro Fold أنه لم يضحِّ بجودة الكاميرا لصالح التصميم. فهو يدعم تقريبًا بصريًا حتى 5x، مشابهًا لإمكانات هاتف Pixel 9 Pro العادي، ورغم اختلاف المستشعر الرئيسي بين الجهازين، فإن الفارق في جودة الصور اليومية يكاد لا يُلحظ.
كما أضافت جوجل بعض المزايا الفريدة التي استفادت من طبيعة الهاتف القابل للطي، مثل خاصية Look at Me التي تُحسّن تجربة التصوير الذاتي بفضل إمكانية تعديل زوايا الشاشة، بالإضافة إلى أدوات أخرى مدمجة تدعم تجربة الكاميرا الشاملة.
يعتمد الجهاز على معالج Tensor G4، الذي لا يتفوق على أحدث شرائح Snapdragon من حيث القوة الخام، لكنه يقدم أداءً سلسًا لمعظم الاستخدامات اليومية. التصفح، تشغيل التطبيقات، وحتى الألعاب المتوسطة إلى الثقيلة، جميعها تعمل بكفاءة مع الهاتف. التحدي يظهر فقط عند تحرير الفيديو عالي الجودة أو تشغيل ألعاب تتطلب قوة رسومية فائقة.
وتبقى نقطة التميز في الأجهزة القابلة للطي مثل هذا الهاتف هي إمكانية الانتقال السريع من شاشة صغيرة إلى شاشة واسعة، ما يعزز تجربة الألعاب القصيرة أو استخدام التطبيقات التي تستفيد من المساحة الإضافية.
رغم أن الهواتف القابلة للطي غالبًا ما تُصنف على أنها أكثر هشاشة من نظيراتها التقليدية، أظهر Pixel 9 Pro Fold قدرة ملحوظة على تحمل الصدمات والسقوط. فقد تعرض الجهاز خلال أشهر الاستخدام لخدوش وسقطات متكررة، سواء عند الخروج من السيارة أو أثناء التعامل اليومي في المنزل، لكنه واصل العمل بكفاءة.
أحد العوامل المساعدة كان تركيب غطاء خلفي بسيط من طرف المستخدم، بدلًا من الأغطية الضخمة المعتادة، ما وفر حماية مقبولة من دون زيادة الوزن بشكل مزعج. الشاشة الداخلية بقيت بحالة جيدة بعد عام تقريبًا، باستثناء الثنية الواضحة التي ما زالت تُشكل علامة فارقة في جميع الهواتف القابلة للطي حاليًا.
رغم التجربة الإيجابية بشكل عام، ظهرت بعض المشاكل التقنية مع مرور الوقت. في الأسابيع الأخيرة، لوحظ تأخر في استجابة الشاشة الداخلية عند فتح الجهاز، وهي مشكلة لا تحدث دائمًا لكنها قد تكون مزعجة عند الاستخدام المتكرر. كذلك، واجه الهاتف أحيانًا انقطاعًا في خدمة بطاقة SIM، ما يتطلب إعادة تشغيل الاتصال بالشبكة.
ورغم صعوبة تحديد السبب بدقة، تباينت التوقعات بين احتمال وجود خلل برمجي ناتج عن تحديثات أندرويد الأخيرة، أو مشكلة مرتبطة بكابلات الشاشة الداخلية. تقارير مشابهة ظهرت عبر منتديات مثل Reddit، ما يشير إلى احتمال أن يكون الأمر متعلقًا بجودة التصنيع أو تصميم الجهاز نفسه.
ما يزال Pixel 9 Pro Fold يقدم تجربة متوازنة تجمع بين شاشة كبيرة، أداء مرضٍ، وكاميرات قوية، لكن بعض الجوانب بحاجة إلى تحسين واضح في الأجيال القادمة. من أبرزها تعزيز متانة الشاشة الداخلية، تحسين عمر البطارية، وتخفيف الوزن أو سُمك الجهاز لمجاراة منافسيه مثل Galaxy Z Fold 7.
تُدرك جوجل أن المنافسة في سوق الأجهزة القابلة للطي لم تعد تقتصر على سامسونج وحدها، بل انضمت إليها شركات أخرى مثل OnePlus التي تقدم بدورها خيارات جاذبة. لذا فإن أي تقصير في جوانب أساسية مثل التصميم أو البطارية قد يُفقد الشركة ميزة التنافسية التي حققتها بسرعة بعد جيلين فقط.
بعد عام من الاستخدام، يثبت Pixel 9 Pro Fold أنه هاتف عملي ومرن استطاع أن يقترب من مصاف أفضل الأجهزة القابلة للطي في السوق، حتى لو لم يتفوق كليًا على منافسيه. فهو يقدم للمستخدمين تجربة شبه مكتملة تجمع بين القوة والابتكار، مع بعض التنازلات التي لا تزال ترافق هذه الفئة من الهواتف.
ورغم العيوب التقنية التي بدأت بالظهور مؤخرًا، فإن التجربة العامة تبقى إيجابية، وتمنح جوجل أرضية صلبة للبناء عليها في هاتفها القادم، Pixel 10 Pro Fold. نجاحها سيعتمد على قدرتها في معالجة هذه النقاط وتقديم تحسينات ملموسة تجعل الهاتف خيارًا لا يُقاوَم أمام المنافسين، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على الأجهزة الذكية القابلة للطي عالميًا.