شواكيش
نعيش فى زمن رديء.. زمن انقلب فيه كل شيء على أعقابه.. زمن كثر فيه الحسد والغيرة والخداع.. زمن مليء بالوحوش البشرية الضارية التى تنهش بعضها البعض فى غابة النفاق.. زمن تغيرت فيه المُسميات وغابت فيه القيم النبيلة.. فأصبح المنافق ذكيًا وليس وصوليًا.. وأصبح النبيل غبيًا يضيّع وقته فى معركة خاسرة!
< سألت نفسى فى لحظة صدق مع النفس: لماذا ينافق الناس بعضهم البعض؟! ولماذا النفاق أصبح من المهارات التى يتمتع بعها معظم الناس؟َ! قلت لنفسى الرافضة: ما دمت أنا أنافق.. إذن أنا موجود.. فنحن فى زمن لا يعلو فيه الصوت فوق صوت «مصلحجية» النفاق.. فالنفاق أصبح لغة العصر وشعار كل يوم الذى يرفعه كثير من الناس.. لدرجة أن النفاق بين بعض الناس أصبح كسريان الدم فى العروق!
< ما أدرك ما النفاق.. ظاهرة أصبحت جزءًا من حياتنا.. وبين النفاق والمجاملة خيط رفيع.. وخوفى أن تتحول المجاملة إلى نفاق من أجل الوصول للأهداف والمصالح الشخصية.. فقد أضحى كل شيء فى حياتنا نفاقًا فى نفاق.. وما يجرى فى مجتمعنا هو أمر مؤلم للغاية.. فقد خدعتنا المظاهر وشدتنا المفاتن واستبدت بالناس الإنسانية!
< النفاق والصراحة لا يمكن أن يلتقيا أبدًا.. فالنفاق يسير فى خط ملتو معوج.. والصراحة فى خط مستقيم.. أما إذا بحثنا فى ميزان الربح والخسارة للنفاق والصراحة.. نجد أن الغالب والرابح فى معظم الأحيان هو النفاق لماذا؟ لأن المنافق كالثعبان فى لفه ودورانه.. كما يجيد المراوغة على الناس فيتمكن من تسيير أموره بدهائه ومكره وألاعيبه الخبيثة!
< الأشخاص المنافقون فى نطاق العمل.. هم أكثر أشخاصًا التصاقًا فى المدير القيادى أو رؤساء العمل وأكثر مدحًا فى العمل قبل المدير الظالم أو الغيرعادل إداريًا.. ونجده شخصًا مميزًا فى التعامل من قبل رؤساء العمل.. ونجد المنافقون فى العمل لهم كلمة قوية ومؤثرة فى المدح عن زميل لدى المدير المسئول أو رؤساء العمل من شكوى أو من ترقية.. ومختصر الكلام المفيد فى الزمن الرديء: إذا أردت أن تواصل عملك بلا متاعب نفسية فعليك بالنفاق!
< أصبحنا نعيش فى زمن الكذب والغدر والخداع والتملق.. فى زمن النفاق انقلبت بنا الأمور ووصلنا إلى «الشقلبة» كل يوم.. وتغيير الألوان كل ساعة.. هذا الزمن الذى أصبح فيه الأبيض أسود.. والأسود أصبح فيه أبيض.. وهو الذى أصبح فيه الصادق مكذبًا.. والكاذب أصبح مصدقًا والخائن أمينًا والأمين أصبح خائنًا.
< حقيقى نعيش فى زمن العجائب.. الرخيص أصبح يتظاهر بالعزة والكرامة.. والخائن يتحدث عن الوفاء.. والمنافق يجادل فى الصدق.. بصريح الكلام : النفاق هو جسم ملء بالعفن تغطيه ملابس أنيقة!
< من خلال واقعنا اليوم.. نحن نعيش فى زمن النفاق زمنك.. ويحضُرنى الآن مقولة: «إذا كُنت فى زمن النفاق فِأعدل بساق ومِل بساُق»!
آَخِر شَوْكَشَة
أصبحنا نعيش فى زمن غريب.. يمشى الفقراء مسافات طويلة ليحصلوا على فُتات الطعام.. ويمشى الأغنياء مسافات أكثر ليهضموا ما ألذ وطاب من الطعام.. وعجبى ع الزمن العجبي!