رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

روبلوكس تواجه غضبًا شعبيًا بعد حظر صانع محتوى وكشفه قضايا تحرش

روبلوكس
روبلوكس

تواجه منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس موجة انتقادات واسعة بعد قرارها حظر صانع محتوى على يوتيوب يُعرف باسم "شليب"، والذي ادّعى أن جهوده ساهمت في القبض على ما لا يقل عن ستة أشخاص يشتبه في تورطهم في اعتداءات على الأطفال عبر المنصة. 

كان شليب قد نشر مقاطع فيديو توثق ما وصفه بمحاولات للإيقاع بمتحرشين داخل بيئة اللعبة الافتراضية، لكن رد فعل الشركة جاء على شكل إرسال خطاب "وقف وكف" وحظر جميع حساباته المرتبطة بالمنصة.

أدى القرار إلى إثارة جدل كبير بين مستخدمي روبلوكس ومتابعي شليب، حيث أطلق اللاعبون عريضة على الإنترنت تطالب بإقالة الرئيس التنفيذي للشركة، ديفيد بازوكي. وبحسب البيانات المنشورة، جمعت العريضة أكثر من 65 ألف توقيع حتى الآن، ما يعكس حجم الغضب المجتمعي من أسلوب تعامل المنصة مع القضية.

وفي محاولة لتهدئة الجدل، نشر مات كوفمان، كبير مسؤولي السلامة في روبلوكس، بيانًا مطولًا يوضح موقف الشركة وأسباب حظرها لما يُعرف بـ "جماعات العدالة الأهلية" أو "الحراسة الذاتية" على المنصة. وأقر كوفمان بأن هذه المجموعات كانت في البداية ترفع تقارير حول مشكلات السلامة وتحث المنصة على تحسين أنظمتها، وهو ما اعتبرته الشركة مساهمة إيجابية.

لكن، وبحسب البيان، شهدت الفترة الأخيرة تحولًا في نشاط تلك المجموعات؛ إذ بدأ بعض أفرادها بانتحال شخصيات أطفال والتواصل مع مستخدمين بالغين، في محادثات تحاكي سلوكيات غير لائقة، بل وتشجع على الانتقال إلى قنوات تواصل خارجية مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة. واعتبرت روبلوكس أن هذه الممارسات تتجاوز أنظمة السلامة الخاصة بها وتشكل انتهاكًا لشروط الاستخدام.

وأوضح كوفمان أن التحقيقات أظهرت أن بعض هذه المجموعات لم تقدم بلاغاتها للمنصة أو للسلطات إلا بعد تنظيم لقاءات فعلية أو نشر محتوى حول الحوادث على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يؤدي إلى بقاء الأشخاص المشتبه فيهم على المنصة لفترة أطول، وبالتالي تعريض المستخدمين لمخاطر إضافية.

وأكد كوفمان أن روبلوكس تفضل اعتماد آليات الإبلاغ الرسمية المتاحة داخل اللعبة، والتي صُممت لجمع بيانات دقيقة مثل معرفات الكائنات والأفاتار والسياق الكامل للحادثة، وهي تفاصيل يصعب توثيقها باللقطات المصورة فقط، وأضاف أن هذه المعلومات تُسهل على فرق التحقيق معالجة البلاغات بسرعة وفعالية أكبر، ما يحد من فرص تعرض المستخدمين للخطر.

تأتي هذه الأزمة في وقت يواجه فيه قطاع الألعاب الإلكترونية عمومًا ضغوطًا متزايدة لتعزيز حماية القاصرين وضمان بيئات لعب آمنة. ورغم أن روبلوكس تُعد من أكبر المنصات التفاعلية عالميًا، إلا أن تعدد الحالات المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة جعلها هدفًا لانتقادات متكررة، خاصة فيما يتعلق بآليات الرقابة وإدارة المحتوى الذي ينشئه المستخدمون.

ومع تصاعد الغضب الشعبي واستمرار جمع التوقيعات على العريضة المطالبة بتغيير الإدارة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت روبلوكس ستعيد النظر في سياساتها أو تتبنى إجراءات جديدة أكثر شفافية وفاعلية لحماية الأطفال، وحتى ذلك الحين، يبدو أن الجدل حول دور منصات الألعاب في مكافحة السلوكيات الضارة سيظل حاضرًا في النقاشات العامة، خصوصًا مع اتساع قاعدة مستخدمي هذه المنصات حول العالم.