رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

اكتب أحبكِ

بوابة الوفد الإلكترونية

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

 



موسيقى مليئة بالشجن تنبعث من غرفة بعيدة داخل البيت القديم، تتمايل الستائر الزرقاء مع وقع النغمات وكأنها تتعمد الرقص، أما البحر يصنع من أمواجه لحنا آخر ليعلن عن ذاته.
تدخل برشاقة ترتب الغرفة فيأتي هو  ليمسك بيديه خصرها بهدوء، تستدير نحوه وعيناها تلمعان.
لماذا أنت حزين هكذا، السفر لا يعني أننا سنبتعد، ستكتب لي كل يوم، وتكتب بنهاية السطر أحبك.
أعرف ولكنني خائف من وحدتي دونك أشعر أن العمل الجديد سيأخذني منك.
لا يا حبيبي، هذا العمل سوف يحسن دخلنا كثيرا.
لا أريد شيئا سواك.
حسنا لنرتب الحقيبة ونحلم بالغد 
أعدك سأرسل لك كل أسبوع.
لقد مر الأسبوع الأول دون أن يرسل كلمة، حينها قررت أن تكتب هي:
عزيزي، أعرف أن العمل يأخذك كثيرا لأنه أول أسبوع لك ولكنني اشتقت لأنفاسك، لا شيء يجعلني أصبر سوى البحر..
يجعلني أشعر بالسلام النفسي 
لابد أنك تنظر لصورتي ليلا وتشعر بي.
الأسبوع الثاني مر كأن القطار الذي حملك إلى البلدة البعيدة دهس قلبي بطريقه.
البحر اليوم يسألني عنك ولم أجب
لا أعرف عنوانك كي أرسل لك أنا
يا ترى لماذا لا تكتب لي.
تجلس بغرفتها تبحث عن مقطوعة موسيقية جديدة ولكنها كرهت كل شيء.
يمر ساعي البريد تحت البيت، تعتقد أنه سوف ينادي عليها ولكن دون جدوى، يأتي ويذهب بكل مرة ولا ينطق اسمها.

الليلة البحر كئيب للغاية، وددت لو أركض وأبحث عنك لابد أنه حدث أمر مكروه.
ذهبت لعمله القديم لتسأل عنه، قالوا لها لا نعلم عنه شيئا سوى أنه رحل.
أي رحيل هذا الذي يفتك بي؟!
جلست تحت شجرة بائسة مثلها وحيدة 
وقالت: ظلك يشعرني أنني لست وحدي
ستنبت لك أوراق جديدة سأرويها  بدموعي.
أنا وحيدة بهذا البيت للغاية
اليوم أشعر أن البحر يضحك عليّ.
وفي صباح يومها الجديد سمعت صوت الساعي ينادي على اسمها
ركضت مسرعة، أخذت الجواب منه فتحته وهي تلتقط أنفاسها سريعا كأنها في سباق مع الزمن ولكنها خسرت...
فقد تفحصت ورقة طلاقها بعينين مرهقتين.
في قلبي حملت حبك وكأنه نور أتى من السماء..
اليوم أشعر وكأنني غرقت بذاك البحر 
ولن ينتشلني أحد..
لقد ملأت الأحزان صدري.