"قرارات إقصائية تهدد التعايش".. الحكومة الإسبانية تتحرك ضد منع صلاة المسلمين في جوميا
ذكرت صحيفة "Cadena SER" الإسبانية أن الحكومة المركزية في مدريد قررت الطعن رسميًا في القرار الصادر عن مجلس بلدية جوميا (بإقليم مورسيا)، والذي يمنع إقامة الصلوات والأنشطة الدينية الإسلامية في المنشآت الرياضية العامة. وتعتبر الحكومة أن هذا القرار يشكل انتهاكًا صريحًا للحقوق الدستورية الأساسية، وعلى رأسها الحرية الدينية وحيادية الدولة.
الجدير بالذكر أن القرار صدر في 28 يوليو الماضي بعد اقتراح من حزب "فوكس" اليميني المتطرف، الذي برر المنع بأن "الطقوس الإسلامية غريبة عن التقاليد الإسبانية". وعلى الرغم من تعديل حزب الشعب (PP) للنصوص لحذف أي إشارة صريحة للدين الإسلامي، إلا أن جوهر القرار بقي كما هو: حصر استخدام المرافق الرياضية في الأنشطة الرياضية فقط، مما يمنع فعليًا صلاة العيد الجماعية التي كان يقيمها مسلمو المدينة سنويًا.
أشارت الحكومة في بيانها – حسب ما نقلته "Cadena SER" – إلى أن النص النهائي يتستر بصيغة محايدة شكليًا، لكنه ينطوي على نية واضحة لحرمان المسلمين من ممارسة شعائرهم، خصوصًا أن هذه الصلوات كانت تُقام بشكل معتاد في تلك المرافق، دون أي مشاكل تُذكر.
وأكدت أن القرار ينتهك المادة 16 من الدستور الإسباني التي تنص على حرية المعتقد الديني، كما يتعارض مع مبدأ الحياد الديني الذي يجب أن تلتزم به المؤسسات العامة.
وزير العدل: "سنتصدى لتطرف المجالس المحلية"
وفي سياق متصل، كتب وزير العدل الإسباني فيليكس بولانيوس على منصة X أن الحكومة "ستواجه هذه السياسات الإقصائية بنفس الحزم الذي واجهت به محاولات تقييد حرية المرأة وفرض الرقابة في بعض الأقاليم".
وأضاف: "أمام هذا الانزلاق نحو التطرف، نقف للدفاع عن الدستور، وحقوق المواطنين، والحرية الدينية لكل من يعيش على هذه الأرض".

