دعاء الكرب.. أدعية نبوية تفتح أبواب الفرج في أوقات الشدة
يعد دعاء الكرب من أسمى العبادات التي تُظهر افتقار العبد لربه، في السراء والضراء، خصوصًا عند مواجهة المحن أو الأزمات التي تضيق بها الصدور وتغيب عنها الحيلة.
وقد حثّ الشرع الشريف على الإكثار من الدعاء، وبيّن النبي ﷺ أن الدعاء سبب في تفريج الكرب وتغيير القدر بعد الأخذ بالأسباب.
أدعية مأثورة عن النبي ﷺ لفك الكرب
ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ كان يقول عند الكرب:«لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم»
كما روى أبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال لها:«ألا أعلّمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله، الله ربّي لا أشرك به شيئًا»
ومن الأحاديث الجامعة ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:«ما أصاب أحدًا قط همّ ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك… إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا»
دعاء ذي النون.. مفتاح الفرج
ومن أعظم أدعية تفريج الكرب ما ورد في قصة نبي الله يونس عليه السلام، إذ قال وهو في بطن الحوت:«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»
وقد صحّ عن النبي ﷺ أنه قال: «ما دعا بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» (رواه أحمد والترمذي).
أوقات استجابة الدعاء
أكد العلماء أن من أنسب أوقات الدعاء لفك الكرب:
الثلث الأخير من الليل.
ما بين الأذان والإقامة.
السجود في الصلاة.
يوم الجمعة، وخاصة الساعة الأخيرة قبل المغرب.
عقب صلاة الفجر، حيث يشهدها ملائكة الليل والنهار.
صيغة دعاء شامل لفك الكرب
اللهم اجعل لي من كل ما أهمني و كربني من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنبي، وثبّت رجائي، ولا تجعل رجائي إلا فيك، واحفظني بعزك الذي لا يُضام، واكفني شر كل ذي شر، وأسألك فرجًا قريبًا وصبرًا جميلًا، والعافية من كل بلية، إنك على كل شيء قدير.
الدعاء عبادة لا تنقطع
الدعاء لا يقتصر على أوقات الكرب، بل هو صلة دائمة بين العبد وربه، كما قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِيٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
