رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الباشا ربع قرن على الرحيل

بوابة الوفد الإلكترونية

حكايات مجهولة تنشر لأول مرة

أول من رشح «السادات» لرئاسة الجمهورية

«عبدالحليم» كان صديقاً مقرباً منه.. وعرض الغناء فى حفل زفاف فؤاد بدراوى

نصح مبارك بالابتعاد عن الحزب الوطنى

طلب من «النحاس باشا» الاعتذار لأحد الضباط بعد أن لكمه فى صدره

رفض بإصرار إلحاح «عبدالناصر» الموافقة على قانون الإصلاح الزراعى.

 

تمر اليوم الذكرى الـ25 لرحيل فؤاد باشا سراج الدين، زعيم الوفد التاريخى، ولا أبالغ إذا قلت إنه أبرز رجال السياسة فى القرن العشرين، وله تاريخ مشرف وعطاء سياسى كبير على مدى عدة عقود، كان أقرب الأصدقاء للزعيم خالد الذكر مصطفى باشا النحاس، وأبرز المعارضين للزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وحظى بحب واحترام شديد من الرئيس الراحل حسنى مبارك.
نستعرض فى هذا التقرير المطول صفحات مجهولة فى حياة زعيم الوفد الراحل.

معارضة جمال عبدالناصر فى قانون الإصلاح الزراعى
بعد أيام قليلة من اندلاع حركة يوليو 1952، اجتمع جمال عبدالناصر مع القطب الوفدى فؤاد باشا سراج الدين فى لقاء منفرد استمر عدة ساعات فى محاولة لإقناعه بالموافقة على قانون الإصلاح الزراعى، لم تكن المعارضة أبداً لمصالح شخصية، بل لأن الباشا فؤاد سراج الدين كان ضد مبدأ تفتيت الأرض الزراعية وأن هذا القانون ستكون له عواقب وخيمة فيما بعد، وتأثير بالغ على الفلاحين، وتسبب هذا القانون بعد ذلك فى الاعتداء على الأراضى الزراعية وتحويلها لمبانٍ سكنية.
معارضة هذا القرار كلفت فؤاد باشا سراج الدين الكثير وتم اعتقاله عدة مرات فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

فؤاد باشا يطلب من «النحاس باشا» الاعتذار لأحد ضباطه
فى أوائل الخمسينيات من القرن الماضى كان مصطفى باشا النحاس فى زيارة لإحدى المحافظات وكانت لدى فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية معلومات عن محاولة اغتيال «النحاس باشا» فى محطة القطار، فأمر فؤاد باشا سراج الدين بانتظار الضباط على رصيف محطة القطار وعدم دخول المواطنين حفاظاً على حياة «النحاس باشا» وعندما تقدم إليه أحد الضباط لكمه «النحاس باشا» فى صدره لإبعاده طالباً منه دخول المواطنين وعندما علم فؤاد باشا بذلك تقدم باستقالته احتجاجاً على لكم الضابط وعندما علم مصطفى باشا النحاس بذلك طلب من فؤاد باشا العدول عن استقالته واستدعاء الضابط حتى يعتذر له شخصياً، فعلاً كان عصر النبلاء.. يا خسارة يا مصر.

حكاية اعتقال الباشا بعد جنازة النحاس باشا
فى يوم 24 أغسطس 1965، أقيمت جنازة مهيبة للزعيم الراحل مصطفى النحاس شارك فيها مئات الآلاف من المصريين الوفديين وغير الوفديين، وعلا الهتاف ضد «عبدالناصر» والنظام بشكل عام عقب الجنازة مباشرة، وتم إصدار الأوامر باعتقال 27 من قيادات حزب الوفد المجمد فى السجن الحربى، وتم استدعاء فؤاد باشا للتحقيق من قبل مدير السجن الحربى شمس بدران، وعندما دخل الباشا أمام شمس بدران كان معه أحد الأشخاص وضح عليه آثار التعذيب، سأل شمس بدران الباشا: كيف حدث هذا الحشد الهائل فى الجنازة والهتافات المسيئة لعبدالناصر، متهماً الوفد بإثارة الجماهير؟ رد عليه الباشا بحزم: لو كانت لدينا القدرة على هذا الحشد لتولينا الحكم بدلاً منكم.

سراج الدين يرفض ترشيح فؤاد بدراوى بدائرة قصر النيل
فى منتصف التسعينيات طلب فؤاد بدراوى من جده فؤاد باشا سراج الدين الترشح لعضوية مجلس الشعب عن دائرة قصر النيل، وفوجئ «بدراوى» بغضب الباشا قائلاً له بحزم: هو حد عارفك فى دائرة قصر النيل، عليك الترشح فى مسقط رأسك، وعليك أن تذهب وترشح نفسك وسط أهل بلدتك.
وبالفعل ذهب فؤاد بدراوى لأهل قريته وتم استقباله بحفاوة ونجح باكتساح فى عضوية مجلس الشعب، كان فؤاد باشا بعيد النظر للغاية.

عبدالحليم حافظ صديق مقرب للباشا وطلب الغناء فى حفل زفاف «بدراوى»
ربما لا يعلم الكثيرون العلاقة الخاصة بين زعيم الوفد الراحل فؤاد سراج الدين والعندليب الراحل عبدالحليم حافظ المطرب الذى غنى كثيراً لـ«حركة يوليو» والرئيس الراحل عبدالناصر.
أكد لى القطب الوفدى فؤاد بدراوى أن عبدالحليم حافظ كان دائم الزيارة لفؤاد باشا سراج الدين فى منزله وحرص زعيم الوفد الراحل على أن يكون فى مقدمة المعزين فى العندليب الراحل بمسجد عمر مكرم، ولا يعلم الكثيرون أن العندليب طلب إحياء حفل زفاف فؤاد بدراوى ولكنه عاد جثة هامدة فى مارس 1977.

فؤاد سراج الدين أول من رشح السادات لرئاسة الجمهورية
عقب اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى سبتمبر 1970، سأل البعض فؤاد باشا من ترشحه لرئاسة الجمهورية خلفاً لـ«عبدالناصر»، قال بحزم: لا يصلح أى شخص من أعوان «عبدالناصر» سوى أنور السادات، هذا الرجل صالح تماماً لهذا المنصب لأنه تمرس كثيراً، وكانت رؤيته صائبة تماماً رغم الخلاف الشديد مع الرئيس السادات.

حكاية موسى صبرى مع الزعيم
قال لى القطب الوفدى الكبير محمود أباظة إن الكاتب الصحفى الكبير موسى صبرى شن هجوماً لاذعاً على فؤاد باشا فى مقال فى جريدة «الأخبار»، فوجئت ذات يوم بموسى صبرى يغادر منزل الباشا، دخلت على الباشا وسألته ما سر مجىء هذا الرجل؟ قال لى الباشا بهدوء: جاء لدعوتى على زفاف ابنته، سأحضر حفل الزفاف، فهناك فرق بين الخلافات السياسية والعلاقات الخاصة.

الباشا والحكم الديمقراطى للوفد
فى عام 1987، اجتمعت الهيئة العليا لحزب الوفد بزعامة فؤاد باشا لمناقشة ترشيح الرئيس مبارك فترة رئاسية جديدة، الأغلبية فى الهيئة العليا كانت رافضة للترشيح لكن الباشا كان يرى ضرورة الموافقة على الترشيح لمصلحة الحزب والجريدة، لكن رضخ الباشا للأغلبية وقرر مقاطعة الاستفتاء الخاص بترشيح «مبارك»، منتهى الديمقراطية.

نصيحته لـ«مبارك» التى لم تنفذ
فى إحدى اللقاءات بين فؤاد باشا سراج الدين والرئيس الراحل حسنى مبارك نصحه الباشا بالبعد عن الحزب الوطنى قائلاً له: «مالك ومالك الحزب الوطنى الذى أنشأه الرئيس الراحل السادات ولست أنت، ليتك تكون رئيساً لكل المصريين بعيداً عن الانتماء الحزبى»، ولو استمع «مبارك» لنصيحة «سراج الدين»، لما حدث ما يسمى ثورة 25 يناير.

«السادات» خشى من مواجهة الباشا
أكد لى القطب الوفدى الكبير فؤاد بدراوى أنه حضر فى السبعينيات من القرن الماضى دخول محمود أبووافية الذى كان قريباً من الرئيس السادات وسيطاً بين السادات وفؤاد باشا، وتم تمهيداً لعودة حزب الوفد للحياة السياسية، وتم بالفعل تحديد موعد اللقاء، لكن اللقاء لم يتم حتى رحيل الرئيس السادات عام 1981، ويبدو أن «السادات» كان يخشى مواجهة سراج الدين السياسى الكبير والعقلية السياسية الفذة، الباشا سراج الدين كان من الممكن أن ينال من السادات حينما تم اتهامه بقتل أمين عثمان، بل إنه رفض القبض عليه، حيث إن السادات كان يخشى بالفعل مواجهة زعيم الوفد التاريخى.

فؤاد باشا الإنسان
العديد من قادة الوفد الذين عاصروا فؤاد باشا أكدوا أنه كان إنساناً بمعنى الكلمة، رقيق القلب، كان يسارع بمساعدة أى شخص يطلب المساعدة، بل إنه احتوى العديد من القيادات الوفدية التى أساءت إليه، قائلاً: أسامح أى شخص يسىء لى، لكن لا أسمح بالتجاوز فى حق الوفد كحزب أبداً.