رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خطبة الجمعة

(لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه)

بوابة الوفد الإلكترونية

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة بعنوان: «لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه».

 

وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة التوعية بخطر الغلوِّ والتشدُّد على الفرد والمجتمع.

 

أولا: العناصر:

1. الرفق وبيان ماهيته، وضابطه، ومكانته.

2. ثمانُ صورٍ، وأشكالٍ للرفق في السنة النبوية.

 

 ((الرفق، وبيان ماهيته، وضابطه، ومكانته))

 

أيها الأحبة الكرام: الدين الإسلامي هو دين المثل والقيم والأخلاق، وما أرسل نبينا ﷺ إلا ليتمم صالح الأخلاق، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ)(رواه أحمد)، فقد حصر وقصر نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث دعوته ورسالته في إتمام البناء الأخلاقي الذي وضع لبناته الأنبياء والمرسلون من قبله.

ومن أخلاق الإسلام العالية، ومثله وقيمه السامية؛ التي تثمر الود، والألفة، والمحبة، والترابط بين المسلمين؛ ما يعرف بالرفق، ضد العنف، وهو مصدرٌ مشتق من مادة (الراء، والفاء، والقاف)، التي تعني اليسر في الأمور، والسهولة في التوصل إليها. وقيل: هو لين الجانب بالقول، والفعل، والأخذ بالأسهل. وقيل: هو حسن الانقياد لما يؤدي إلى الجميل. وبالجملة فالرفق يشتقّ منه كلّ شيء يدعو إلى الراحة والموافقة.

===

((مكانة الرفق في الشريعة))

الرفق في الشريعة الإسلامية يتمتع بمكانة عالية، ومنزلة سامية، ولم لا، وهو السبب الرئيس في نجاح دعوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأليف القلوب حوله، وصدق الله إذ يقول: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران:159].

===

_ كما أن الرفق هو وصية المولى تبارك وتعالى لسيدنا موسى وهارون (عليهما السلام)، حينما أمرهما بالذهاب إلى فرعون ودعوته إليه سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي*ٱذۡهَبۡ أَنتَ وَأَخُوكَ بِـَٔايَٰتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكۡرِي*ٱذۡهَبَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ*فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه:41 ـ 44].

===

_ الرفق من أعظم صفات ربنا سبحانه وتعالى، وصدق الله إذ يقول: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٍ﴾ [الحج:78].

===

_ الرفق من أعظم أخلاق الأنبياء والمرسلين، فعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عزّ وجلّ في إبراهيم (عليه السلام): ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [إبراهيم:36]، وقال عيسى (عليه السلام): ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: (اللَّهُمَّ، أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى). فقال الله عز وجل: (يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟). فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال- وهو أعلم- فقال الله: (يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا ‌سَنُرْضِيكَ ‌فِي ‌أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ)(رواه مسلم).